قطعت إيران، خطين للكهرباء عن محافظة ديالى العراقية ما تسبب بتراجع ساعات التغذية، وفق دائرة كهرباء ديالى.
وذكرت الدائرة في بيان، أن الجانب الإيراني أطفأ خطين ناقلين للتيار الكهربائي وهما خطا سيربل زهاب- ميرساد ديالى".
وأضاف: "فضلاً عن توقف إطلاق الغاز المورد الذي تسبب بتوقف محطات إنتاج الطاقة الكهربائية الذي ساهم بشكل ملحوظ جداً بتراجع عمل المنظومة الكهربائية وتقليل ساعات التجهيز".
من جانبه، قال يسار المالكي المحلل الخليجي في هيئة المسح الاقتصادي في الشرق الأوسط، إن "العراق يعتمد بشكل كبير على واردات الطاقة الإيرانية خصوصاً في أشهر الصيف"، بحسب الوكالة الأميركية.
وأضاف أن "واردات الغاز من إيران تتراوح بين مليار و500 مليون ومليار و800 مليون قدم مكعب يومياً، والآن انخفض مستوى التجهيز بشكل كبير".
وتغذي إيران العراق بالغاز من خلال خطين للأنابيب يستخدمان لمحطات توليد الطاقة في البصرة، السماوة والناصرية وديالى.
وفي البصرة، تحتاج المحافظة إلى أربعة آلاف ميغاواط لكنها تتلقى حالياً 830 ميغاواط، واعتبرها المالكي "أنها كارثة".
ويؤكد التقرير أنّ هذه التخفيضات ستحرم العراقيين من الكهرباء في المستشفيات والشركات والمنازل مع ارتفاع درجات الحرارة.
وكانت وزارة النفط العراقية قد كشفت في شباط/ فبراير المنصرم عن توجه العراق لاستيراد الغاز من قطر وكازخستان وعدم الاعتماد على إيران فقط، بهدف تنويع واردات الطاقة.
وبحسب تقرير للبنك الدولي نشر في آذار/مارس المنصرم، يحتل العراق المركز الثاني عالمياً للسنة الرابعة بين أعلى الدول إحراقاً للغاز الطبيعي، في حين يستورد الغاز من إيران لإنتاج الطاقة الكهربائية.
وجاء العراق ثانياً بعد روسيا وتبعته الولايات المتحدة ثم إيران؛ حيث تشير بيانات البنك الدولي إلى أن العراق أحرق عام 2016 ما مجموعه 17 مليار و730 مليون متر مكعب من الغاز، ثم ارتفع ذلك عام 2019 ليصل إلى 17 مليار و910 مليون متر مكعب يحرق في الأجواء.
وبينما يدفع العراق مبالغ كبيرة في استيراد الغاز الطبيعي من إيران، فإنه يحرق 10 أضعاف الكميات التي يستوردها منها، وذلك بحسب معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، ويهدر يصل إلى مليارين و500 مليون دولار سنوياً.
وكمية الغاز التي يحرقها العراق يومياً، وفقاً لبيانات وكالة الطاقة الدولية، تكفي لإمداد ما لا يقل عن ثلاثة ملايين منزل بالطاقة الكهربائية، التي يعاني العراقيون من شحتها لسنوات.
وعن استثمار هذا الغاز المحترق، تقول وزارة النفط إن العراق بدأ منذ فترة باستثمار الغاز المصاحب من خلال شركة شل الهولندية التي تستخرج النفط في أربعة حقول في البصرة، بمعدل إنتاج يتراوح بين 900 مليون إلى مليار قدم مكعب قياسي في اليوم، وبخطة استثمارية تصل عند اكتمال المشاريع إلى ملياري متر مكعب قياسي يومياً.
وخلال تعاقداته مع الشركات الأميركية والصينية وشركات أخرى، يطمح العراق إلى استثمار جميع الغاز المصاحب بحلول عام 2025، بحسب التصريحات الرسمية للمسؤولين في وزارة النفط.
بينما تقول لجنة الطاقة والنفط النيابية، إن جولات التراخيص النفطية للشركات الأجنبية منذ عام 2008 شملت استغلال الغاز المصاحب للنفط، إلا أن الحكومات المتتالية لم تفعل ما كان عليها تجاه تلك الشركات، وبالتالي استمرّ إحراق الغاز.
وتؤكد أن العراق لم يتبنَّ سياسة طاقة حقيقية منذ عام 2003، خاصة أن الدورات البرلمانية السابقة لم تفلح جميعها في إقرار قانوني النفط والغاز والمصافي النفطية.