شكّلت التطورات السياسية المتسارعة التي شهدتها الساحة المحلية في اليومين الماضيين، دليلا على أمرين واقعين جديدين سيفرضان نفسيهما على اللعبة المحلية عموما والرئاسية خصوصا في المرحلة المقبلة، سيكون من الصعب تجاوزهما، وفق ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ"المركزية".
الأول، يتمثل في ان اتفاق الطائف خط احمر. فاذا كانت اي من القوى السياسية الداخلية تتطلع الى رمي البلاد في فراغ دستوري، علّه يسعفها في الانقلاب على نظام الطائف تمهيدا لإرساء آخَر يناسبها أكثر، وعنينا هنا حزبَ الله الراغب في السرّ بالمثالثة، والتيارَ الوطني الحر الرافض الاتفاق منذ ولادته والذي لا يفوّت مناسبة إلا ويغتنمها للحديث عن تطوير النظام.. فإن خطة هذه القوى لن تنجح، وسيتعيّن عليها التصالح مع حقيقة ان "الطائف" باق. ذلك انه وبمجرد ان صدرت معطياتٌ عن عشاء سياسي في السفارة السويسرية، قد يكون مقدمة لاجتماع على مستوى أرفع في جنيف، يُطرح على طاولته النظامُ اللبناني، انتفضت القوى السياسية الداخلية الحريصة على الطائف، من القوات اللبنانية الى مستقلي ١٤ آذار سابقا، وصولا حتى الى المستقلين التغييريين السياديين، حمايةً للاتفاق. وكذلك فعلت راعيتُه، السعودية، التي هب سفيرها وليد البخاري عبر تغريدة سريعة من جهة وعبر جولة سياسية على بعبدا وعين التينة امس، محذرا من التلاعب به. فكتب: وثيقةُ الوفاقِ الوطنيِّ عقدٌ مُلزمٌ لإرساءِ ركائزِ الكيانِ اللبنانيِّ التعدديِّ، والبديلُ عنهُ لن يكونَ ميثاقًا آخر بل تفكيكًا لعقدِ العيشِ المُشتركِ، وزوالِ الوطنِ الموحَّد، واستبدالهُ بكيانات لا تُشبهُ لُبنانَ الرسالةَ. وقد جدد بعد لقائه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون تأكيد "حرص المملكة على وحدة لبنان وشعبه وعمقه العربي، انطلاقا من المبادئ الوطنية الميثاقية التي وردت في اتفاق الطائف الذي شكل قاعدة اساسية حمت لبنان وامّنت الاستقرار فيه"، وشدد على "اهمية انجاز الاستحقاقات الدستورية في مواعيدها".
انطلاقا من هنا، فإن المعطى الثاني الذي كرّسه اليومان الماضيان هو عودة الحضور والنفوذ السعوديين القويين الى لبنان. فبعد ان لعبت دورا اساسيا في إحباط اي محاولة للمس بالطائف حاضرا او مستقبلا، تأكّد ان المملكة عادت رقما صعبا الى المعادلة اللبنانية، وان كلمتها وتأثيرها قويان في بيروت ولن يكون من السهل تخطّيها في الاستحقاقات الداخلية وكيفية مقاربتها...
بناء عليه، تتابع المصادر، قد تكون القراءات الاعلامية والصحافية والدبلوماسية التي تتحدث عن تسليم لبنان الى ايران وحزب الله بعد اتفاقية ترسيم الحدود، متسرعة قليلا، تختم المصادر.
لارا يزبك - المركزية