هل ستخرج حماس من المشهد في غزة ؟

تؤكد إسرائيل والولايات المتحدة على ضرورة خروج حركة حماس من مشهد الحكم في قطاع غزة باليوم التالي للحرب التي اندلعت على إثر هجوم عناصر جناحها المسلح على إسرائيل في 2023 إلا أن الحركة تُصر على البقاء وترفض تقديم أي تنازلات بهذا الشأن.

ووفق رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، فإن الخطة التي قدمها الرئيس الأميركي دونالد ترامب تمثل خطة اليوم التالي للحرب في غزة، والتي تقوم على أساس إدارة الولايات المتحدة للقطاع، وفق القناة 13 العبرية.

وأكدت القناة، أن "نتنياهو أبلغ ائتلافه الحكومي أنه يتعامل مع مقترح ترامب باعتباره خطة اليوم التالي في غزة"، لافتة إلى أن وزير الأمن القومي المستقيل إيتمار بن غفير ربط عودته للحكومة بضمان تنفيذ خطة ترامب في غزة بـ"شكل فعلي".

وقال الخبير في الشأن الفلسطيني، محمد هواش، إن "بقاء حماس في قطاع غزة مرهون بالتوصل لاتفاق دولي إقليمي بشأن طبيعة إدارة غزة بعد الحرب، وتقديم الحركة لتنازلات جوهرية فيما يتعلق بالصراع مع إسرائيل".

وأوضح هواش، لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن "جميع الأطراف بما في ذلك واشنطن وتل أبيب ترغب في إخراج حماس من مشهد الحكم بخطة اليوم التالي للحرب إلا أن الحركة ستواصل مساعيها الحثيثة من أجل الحيلولة دون ذلك".

وأشار إلى أن "الحركة تحاول من خلال التنازلات التي تقدمها بمفاوضات التهدئة مع إسرائيل، وبضمان الهدوء وعدم الرد على خروقات التهدئة وتجاهل حكومة نتنياهو لبعض بنود الاتفاق، الترويج لنفسها على أنها يمكن أن تواصل حكم القطاع وفق اتفاق دولي إقليمي".

وبين أن "مخطط ترامب صعّب المهمة على قيادة حماس بالرغم من صعوبة تطبيقه؛ إلا أنه أظهر إصرارا واضحا من الإدارة الأميركية بإخراج الحركة من مشهد الحكم، علاوة على أنها قد تكون مضطرة لمغادرة غزة".

واستكمل "خطة ترامب حال تطبيقها تقطع الطريق أمام عودة حماس للحكم وتخرجها فعليًا من المشهد؛ لكن تنازل الحركة واستعدادها للقبول بالمقترحات المتعلقة بغزة والضفة الغربية يمكن أن يبقيها كقوة إدارية لحكم غزة".

صعوبات كبيرة

ويرى المحلل السياسي، حاتم أبو زايدة، أن "حماس خرجت فعليا من المشهد، وأن أيامها معدودة في حكم القطاع"، لافتًا إلى أن الحركة تبذل جهودًا حثيثة لاستعادة سيطرتها على غزة لكن هذه الجهود تواجه عقبات كبيرة.

وقال أبو زايدة، لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن "الحركة لن تكون جزءًا من أي حل باليوم التالي للحرب، وستُجبر على الخروج من المشهد، علاوة على أن قياداتها البارزين سيكونوا مضطرين للقبول بالإبعاد لدول أخرى".

وأشار إلى أن "التلميحات الأميركية بشأن إلغاء المرحلة الثالثة من وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل، والتي تزامنت مع طرح خطة ترامب تمثل إشارة قوية إلى وجود مخطط جاهز للقطاع دون أي دور للحركة، وبالتالي خروجها من المشهد السياسي بشكل كامل".

وبين أن "نتنياهو وقادة ائتلافه الحكومي لن يتنازلوا عن فكرة إسقاط حكم حماس في غزة، ومقترح ترامب جاء على إثر فشل تل أبيب في إيجاد بديل مدني لحكم الفلسطينيين بعيدًا عن الحركة والسلطة الفلسطينية وحركة فتح".

وشدد على أن "خطة ترامب لن تكون بشكلها الحالي وسيتم تعديل الكثير من بنودها؛ إلا أن الضغوط التي ستمارس على قيادة الحركة بالخارج ستكون هي الأكثر قدرةً على دفعها لتولي دور هامشي في قطاع غزة بعد الحرب"، حسب تقديره.

يقرأون الآن