على وقع التقدم الملحوظ الذي حققه الجيش السوداني خلال الأسابيع القليلة الماضية، لاسيما في العاصمة الخرطوم، بدأ انسحاب المئات من مقاتلي الدعم السريع نحو دارفور.
فيما توقع عدد من المحللين أن ينتقل القتال إلى دارفور إذا استمر تراجع قوات الدعم السريع في العاصمة، ما يزيد من خطر وقوع المزيد من أعمال العنف التي تستهدف السكان في تلك المنطقة.
من جهته، رأى كاميرون هدسون، المسؤول السابق في وزارة الخارجية الأميركية، والذي بات يعمل الآن في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن: "أن خطوط إمداد قوات الدعم السريع أضحت ضعيفة بعد عامين من الحرب". وقال" إنهم يعانون من عمليات فرار من الخدمة، فيما أصبح الجيش للمرة الأولى بكامل قوته"، وفق ما نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال".
غياب حميدتي
بالتزامن مع تقدم الجيش، بدا لافتا لبعض المراقبين عدم ظهور قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، الملقب بـ"حميدتي"، علنًا منذ أشهر، ما أثار تكهنات حول مكان وجوده.
لاسيما أن غيابه أدى إلى إحباط معنويات مقاتليه الذين انسحب المئات منهم من العاصمة باتجاه منازلهم في دارفور، وفقاً لمسؤولين ونشطاء سودانيين.
في حين يتولى قيادة الدعم السريع، نائب حميدتي وشقيقه الأكبر عبد الرحيم حمدان دقلو.
وفي السياق، قال مقاتل سابق بالدعم السريع يعيش حالياً في المنفى بأوغندا لصحيفة: "يشعر معظم مقاتلي قوات الدعم السريع أن حميدتي تخلى عنهم".
أتى ذلك، بعدما أعلن الجيش، أمس السبت، أنه استعاد "منطقة أبوقوتة ومناطق بشرق النيل وكافوري".
بينما اعتبر متحدث باسم الدعم السريع، أن التقارير عن انتصارات الجيش مبالغ فيها. وأضاف أن قوات الدعم السريع لا تزال تسيطر على معظم أنحاء العاصمة الخرطوم.
مكاسب كبيرة
وكان الجيش حقق مؤخرا مكاسب كبيرة، وتقدم من أجل السيطرة على القصر الجمهوري، ما عكس مسار الحرب التي خلفت عشرات الآلاف من القتلى، وأكثر من 12 مليون نازح منذ اندلاعها في نيسان/أبريل 2023.