في تصريحات أثارت الجدل، أعاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب الحديث عن رؤيته لإعادة تشكيل الخرائط السياسية في العالم، مهددًا بتهجير سكان غزة ومخيرًا أوروبا بين زيادة دعمها لأوكرانيا أو القبول بضمها إلى روسيا؟
تأتي هذه التصريحات ضمن سياسة ترامب الخارجية التي وصفت بالمتشددة، مما دفع المراقبين إلى التحذير من تداعياتها على الاستقرار العالمي.
يتمسك ترامب بخطته المثيرة للجدل بشأن قطاع غزة، حيث صرح بأنه لا يوجد حق لعودة الفلسطينيين، مقترحًا ترحيلهم إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن.
ويرى الباحث في الشؤون الخارجية جاستن توماس راسل خلال حديثه لبرنامج "أميركا اليوم" على "سكاي نيوز عربية" أن "ترامب يعيش في عالمه الخاص عندما يتعلق الأمر بسياسة غزة"، مشيرًا إلى أن "فكرة ترحيل ملايين الفلسطينيين مرفوضة من الأوروبيين والعرب".
وأضاف راسل أن الضغط الاقتصادي والتهديدات قد تؤدي إلى تباعد الأردن عن الولايات المتحدة، مؤكدًا أن "الاقتراح بنقل الفلسطينيين سيثير استياء الوسطاء مثل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي يواجه تحديات داخلية تمنعه من تحمل عبء جديد".
ويرى راسل أن الحلفاء الإقليميين للولايات المتحدة يعتبرون هذه الأفكار غير عقلانية، مشيرًا إلى أن هذه الدول ستكون أساسية في تمويل إعادة الإعمار ووضع خطة شاملة للحل العربي.
من جانبه، أكد فريد فليتز، المدير التنفيذي لمركز السياسة الأمنية، أن صحيفة وول ستريت جورنال انتقدت سياسات ترامب بشدة، معتبرة أنها تعكس تناقضًا في التعامل مع الفلسطينيين، حيث أشار إلى أن "لا أحد يريد إنقاذ الفلسطينيين"، وأن بعض الدول تفضل استمرار الصراع بين حماس وإسرائيل.
وأشار راسل إلى أن "الوضع في أوكرانيا أكثر تعقيدًا مما يتصور ترامب"، محذرًا من أن "روسيا لا يجب أن تحتفظ بالجهة الشرقية بالكامل".
أما فليتز، فقد أوضح أن موقف ترامب قد يدفع الدول الأوروبية لتقديم مقترحاتها الخاصة، مشيرًا إلى أن "المحادثات بين ترامب وبوتين قد تكون خطوة إيجابية نحو حل النزاع، لكن ذلك قد يتطلب من أوكرانيا تقديم تنازلات مؤلمة".
مستقبل النزاعات الدولية في ظل سياسات ترامب
تكشف تصريحات ترامب عن استراتيجية جديدة قد تغير موازين القوى الدولية، لكنها تثير تساؤلات حول مدى قابليتها للتنفيذ. وبينما يعارضها الحلفاء الإقليميون والمجتمع الدولي، تظل هذه التوجهات مرهونة بتطورات المشهد السياسي في الولايات المتحدة والعالم. فهل ستؤدي تهديداته إلى تغييرات فعلية على الخريطة السياسية، أم أنها مجرد أدوات ضغط سياسي؟.