دعكم من حزم حقائبكم الآن، ولكن احتفظوا بقبّعاتكم! لقد اكتشف العلماء كوكباً أرضياً خارقاً خارج المجموعة الشمسية من المحتمل أن يستضيف الحياة، وهو كوكب مجاور عملياً من الناحية الكونية. أثار هذا الاكتشاف المثير الذي توصّل إليه باحثون في جامعة أوكسفورد، موجة من الإثارة في المجتمع العلمي. تخيّلوا كوكباً يبلغ حجمه ستة أضعاف حجم كوكبنا، يدور حول نجم يشبه الشمس على بعد 20 سنة ضوئية فقط. هل يمكن أن يكون هذا هو المكان الذي سنجد فيه أخيراً حياة خارج كوكب الأرض؟ إنها فكرة مثيرة!
ووفقاً لما ورد في موقع "تايمز أوف إنديا" (Times of India)، أثار هذا الاكتشاف المثير، الذي توصّل إليه باحثون في جامعة أوكسفورد، موجة من الإثارة في المجتمع العلمي.
يقع هذا الكوكب الخارجي، الذي يحمل اسم HD 20794 d، في المنطقة الصالحة للسكن من نجمه، ما يعني أنه على مسافة مناسبة لاحتمال وجود ماء سائل على سطحه، علماً بأنه لا يمكن للحياة أن توجد بدون ماء. ولكن قبل أن تتصوّروا الشواطئ وراكبي الأمواج الفضائيين، فثمّة مشكلة. على عكس مدار الأرض الدائري تقريباً، يتبع HD 20794 d مساراً بيضاوي الشكل، أي إن مسافة الكوكب من نجمه تختلف كثيراً خلال مداره، ما يؤدّي إلى تغيّرات موسميّة شديدة. ويشكّل ذلك علامة استفهام كبيرة حول قابليته للسكن.
اكتشاف الأرض الخارقة
تُعدّ قصّة اكتشاف HD 20794 d قصّة رائعة. وكما ذكرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانيّة، اكتشفت الدكتور مايكل كريتينيير، وهو مساعد باحث ما بعد الدكتوراه في جامعة أوكسفورد، أول إشارة محتملة في عام 2022 أثناء تحليل البيانات المؤرشفة من الباحث عن الكواكب بالسرعة الشعاعية العالية الدقة (HARPS) في مرصد لا سيلا في تشيلي. بدا الأمر كأنه عُثر على دليل خافت في ملفّ قديم جداً. ثم أمضى فريق دولي من الباحثين عقدين من الزمن في فحص الملاحظات لتأكيد وجود الكوكب.
وأعرب الدكتور كريتينيير عن الفرح الذي غمرهم عندما "تمكنّا أخيراً من تأكيد وجود الكوكب. لقد كان الأمر مريحاً أيضاً، حيث كانت الإشارة الأصلية على حافة حد الكشف الخاص بالمطياف، ما جعل من الصعب التأكد تماماً في البداية".
ما الخطوة التالية؟ يرغب العلماء في معرفة المزيد عن HD 20794 d، ويعتقد الدكتور كريتينيير أن هذا العالم قد يكون حاسماً بالنسبة إلى البعثات المستقبليّة إلى الفضاء، خصوصاً تلك التي أُعدّت للبحث عن البصمات الحيويّة، أي المؤشرات الكيميائية للحياة على الكواكب البعيدة.
وقال: "يمكن لهذا الكوكب أن يؤدّي دوراً محورياً في البعثات المستقبلية التي تبحث عن دلائل الحياة. إنني متشوّق لرؤية ما يكتشفه العلماء الآخرون، خصوصاً أنه من بين أقرب الكواكب الشبيهة بالأرض التي نعرفها ويتميّز بمدار استثنائي".
ستركّز البعثات المستقبلية، مثل المقراب البالغ الكبر (ELT) ومقياس التداخل الكبير للكواكب خارج المجموعة الشمسية (LIFE)، على دراسة الغلاف الجوي للكوكب على أمل العثور على أدلّة على إمكانية دعمه للحياة. وكون الكوكب HD 20794 d قريباً نسبياً من الأرض يجعله هدفاً رئيسياً لهذه التحقيقات.