شاء من شاء و ابى من ابى، فالسيد حسن نصرُاللهِ، كان حالة فريدة من نوعها على مستوى العالمين العربي والإسلامي … سواء إتفقنا معه أم لم نتفق … أحببناه أم لم نحبه.
فالرجل كان في يوم من الأيام محطّ إجماع، كما اسلفنا عند كل العرب والمسلمين وكان مثالا للشجاعة والبطولة بكل ما للكلمة من معنى، ولكن شاءت الأقدار وشاء المعنيون في إدارة السياسات الدولية، ان يُركبوه مركباً لم يكن لا ضمن حساباته الشخصية، و لا ضمن حسابات الحزب، و لا حتى ضمن حسابات الشعب اللبناني على اختلاف طوائفهم، وفي مقدمتهم الطائفة الشيعية الكريمة، لا من قريب ولا من بعيد.
فالرجل أصاب … وأخطأ … ولكن خطأه المميت، كان يوم وافق على تبني القرار الايراني "البحت"، في دخول سوريا وزج نصف الطائفة الشيعية، في ٱتون حرب، لم يكن احد يعلم ٱنذاك بمستقبلها ونتائجها، إلا الله سبحانه وتعالى.
ولكن اليوم، و بعد ان تكشفت كل الحقائق، تبين ان هذه الحرب العبثية لم تخدم سوى نظام الملالي، الذي كان يناور لكسب الوقت، من اجل استكمال برنامجه النووي، ضاربا بعرض الحائط، كل القيم والاعراف القانونية، والانسانية والأخلاقية والاسلامية، غير ٱبه لا بوعد ولا بعهد …. ولا بصديق ولا بحليف كان قد قدم الغالي والنفيس، وقدم خيرة شباب الوطن اللبناني، على مذابح المحور الايراني، في سبيل خدمة مشروع خامنئي وعائلته …
فكانت النتيجة ان ايران الاسلام باعت السيد الاسطورة بمزاد علني وقبضت ثمن راسه على منابر الامم المتحدة صباحا …. وكانت النهاية في مساء ذاك اليوم ….. ظنا منها انها يمكنها ان تأتي بنصرالله جديد حين تشاء … ولكن فاتها علماً بأن نصر الله كان قد أوصى أنصاره حين استشعر الخطر الايراني بأن لا يصدقوا ما يسمعون، واوصاهم بأن يصدقوا ما يرون … وبالتالي فإن سماحة السيد وقبل رحيله بساعات قد خطّ بخط يده نهاية المشروع الايراني في المنطقة، او على اقل تقدير في لبنان.
فيا ليتك أجبتهم يا سماحة السيد قبل دخول سوريا، وقبل حرب الاسناد بمقولة داوود الشهيرة فلتحترق طهران ويبقى الجنوب … فيا ليتك فعلت ذلك وبقيت بين أهلك وناسك وأحبائك … ولكني اعلم ان الاوان قد فات على هذا الكلام الٱن … رحمك الله سماحة السيد بطلاً شجاعاً مقدام …عشت رجلا ومتت رجلا … غفر الله لنا ولك وحشرك مع من احببت وتوليت، وانا لله وانا اليه راجعون.
بأمان الله سيد حسن.
جنوبية