يشكّل منتدى دعم اتفاق الطائف الذي دعت إليه سفارة المملكة العربية السعودية لدى لبنان، في قصر الأونيسكو، غداً، حدثاً بالغ الأهمية، في ظل الظروف الدقيقة التي يمرُّ بها لبنان، وفي حمأة الضغوطات التي تمارسها جهات داخلية وخارجية، مستهدفة النظام اللبناني الذي أرسى هذا الاتفاق دعائمه وأسسه المتينة، منذ إقراره، بدعم عربي ودولي. ويأتي هذا المنتدى الذي قام سفير خادم الحرمين الشريفين وليد بخاري، بجهود مضنية للتحضير له، والإعداد لإنجاحه على كافة المستويات، من خلال دعوة شخصيات سياسية ودبلوماسية وحقوقية ونقابية وإعلامية، في إطار حشد أكبر دعم ممكن، للتأكيد على أن المظلة العربية والدولية لهذا الاتفاق لا زالت موجودة، وأنه لا يمكن لأي طرف داخلي وخارجي، أن يمسّ هذا الاتفاق الذي ارتضاه اللبنانيون دستوراً لبلدهم.
ويأتي الاحتضان السعودي المتجدد لاتفاق الطائف من خلال هذا المنتدى، ليؤكد أن الغطاء الخليجي للبنان لا يزال موجوداً، وبقوة، على أمل أن يكون العهد الجديد الذي سيقوم على أنقاض العهد السابق، فأل خير على اللبنانيين، ويتمكن من خلق البيئة الملائمة التي تسمح بإخراج لبنان من النفق، ووصل ما انقطع مع الدول العربية، وتحديداً الخليجية التي أصابها ما أصابها من سياسات حكم الرئيس السابق ميشال عون وحلفائه، ما هدم الجسور بين لبنان وهذه الدول، بعدما تحوّل البلد منصة للتهجم على أشقائه، خدمة لمصالح إيران ومحور ما يسمى بـ«الممانعة».
وفيما أكد مجلس النواب دعمه لحكومة تصريف الأعمال، على عكس ما أراد الرئيس السابق ميشال عون من رسالته، فإنه يتوقع أن تتفرغ الحكومة لمعالجة الملفات الحياتية الطارئة، في ظل توجه الرئيس نجيب ميقاتي إلى الإصرار على ضرورة السعي من أجل توفير الظروف الملائمة من أجل الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية لإنه المدخل للخروج من هذا المأزق. وهذا ما أبلغه الرئيس ميقاتي إلى البطريرك بشارة الراعي والقيادات الروحية والسياسية المسيحية، بعدما تحولت صلاحيات رئيس الجمهورية إلى حكومة تصريف الأعمال، وليس إلى رئيسها.
ومع تزايد التحذيرات من مغبة أن يكون من يخطط للعب بالوضع الأمني، لفتت مواقف قائد الجيش العماد جوزف عون الذي أكد أن الجيش لن يسمح بزعزعة الاستقرار الأمني، في رسالة واضحة إلى الذين قد يحاولون استغلال الشغور الرئاسي، للعبث بالاستقرار وإثارة فتن بين اللبنانيين، في ظل موجة استنكار عارمة لاعتداءات مناصري «التيار الوطني الحر» ضد محطة mtv. وهذا ما دفع أوساط سياسية إلى التحذير من وجود نوايا تصعيدية لدى «العوني» لإرباك الساحة الداخلية بعد التهديدات التي أطلقها رئيسه النائب جبران باسيل.
وكشفت الأوساط، أن الجيش أبلغ القوى السياسية، أنه لن يسمح لأحد مهما علا شأنه، أن يعمد إلى توتير الأجواء الداخلية، عن طريق تهديد الأمن. وهو لن يتوانى عن الضرب بيد من حديد ضد كل من تسول له نفسه، استخدام الفوضى لتحقيق غايات سياسية، على حساب أمن البلد والاستقرار العام.
عمر البردان - اللواء