اعتذر رئيس مجلس النواب نبيه برّي عن عدم المضي قدماً بمبادرته الحوارية، بعدما كان قد اعتبر انّ البديل الحقيقي الوحيد عن الحوار لنّ يكون سوى الفوضى التي بشّر بها كثيرون في الآونة الأخيرة، في مشهد سياسي مُقلق للبنانيين، والذي ستكون تداعياته أثقل من القدرة على التحمّل في ظلّ الأوضاع الحالية. وكان برّي قد ذكّر بمواصفاته لرئيس الجمهورية العتيد في ذكرى ٣١ آب الماضي، مشدداً على وجوب أن يتمتع بحيثية اسلامية ومسيحية، والأهم وطنية.
وانطلاقاً من شبح الفوضى المُخيم على الاجواء اللبنانية، عاد برّي ليُشغل محركه الرئاسي عبر تحريك وساطته او مونته على المختارة، فيحاول اقناع الوزير السابق وليد جنبلاط بِزعيم تيار المردة سليمان فرنجيّة، وجمع اكبر عدد اصوات لهُ. وفي هذا السياق، جاء تصريح جنبلاط "الخجول" بعد زيارته عين التينة امس، حيث اشار الى انّهُ ماضٍ بدعم ترشيح النائب ميشال معوّض، لكنّ ما بدا لافتاً في قوله: "اننا لسنا فريقاً واحداً في البلد فليتم التداول بأسماء أخرى وعندها نرى"، وهنا فهمت مصادر واسعة الاطلاع من كلام جنبلاط انّهُ ربما يكون مستعدا لتقديم فرنجية على "الطبق الرئاسي".
ولعّل التوجه المطروح لدى برّي راهناً، هو التشاور مع اصدقاء وحلفاء عين التينة، لإيصال صديقه فرنجية الى بعبدا، بإسلوب "سلس" بعيداً عن لغة التحدّي او المواجهة، من أجل تحرير الاستحقاق الرئاسي، اذ أصبح واضحاً أنّها لن تغيّر شيئاً في المعادلات، هذا الموقف ظهر جليّاً، على لسان نائب حركة امل علي حسن خليل، بعد تصريحه "تبني فرنجية لرئاسة الجمهورية"، بحيث الاهم من ذلك هو الإتيان برئيس من صلب قوى الثامن من آذار، شرط إزاحة حليف الحليف النائب جبران باسيل عن درب فرنجية الرئاسي.
وتفيد معلومات لِوكالة "اخبار اليوم" انّ حزب الله، يعمل على جبهة إقناع باسيل عبر اعطائه وعداً بأن يكون مرشّح الدورة المقبلة أيّ في العام 2028، اضافة الى سلة ضمانات، يقطفها في المقابل من عهد فرنجية في حال وصول الاخير الى الرئاسة، لهذا يعتقد مواكبون أنّ احتمال التفاهم على هذه الشروط في الوقت القريب ليس بعيداً او حتّى مستحيلاً لا بل هو قابل للتنفيذ، خصوصاً انّ فرنجيّة في الإنتخابات الرئاسية الماضية في عام 2016 سبق وان اخلى الساحة امام الرئيس السابق ميشال عون.
وتجدر الاشارة، انّ باسيل مازال يرفض سحب الفيتو الذي يضعه على إنتخاب فرنجية رئيساً للجمهورية، وكان قد ابلغ الامر الى أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله اثناء لقائه معهُ الاسبوع الفائت، والتي قيل انّ الجلسة لم تكن مريحة بين الرجلين، لجهة استعصاء باسيل عن مراعاة طلب حليفه منهُ، فثمة من يقول، انّ هذا قد يُعرّض العلاقة الى الاهتزاز، ويمكن أنّ يترتب عليها تداعيات ليست في الحسبان.
والسؤال البديهي هنا، هل سيوجه باسيل ضربة قاسية للحزب في جلسة الخميس الجاري لإنتخاب رئيس للجمهورية..ام سيتذكر انّه سيكون متضررا سياسيا اذا كان خارج حضن الحزب ويتراجع؟
شادي هيلانة - أخبار اليوم