دولي آخر تحديث في 
آخر تحديث في 

تقاعد هغاري.. صراع داخل الجيش الاسرائيلي؟

تقاعد هغاري.. صراع داخل الجيش الاسرائيلي؟

أعلن الجيش الإسرائيلي الجمعة، أن المتحدث العسكري، وهو أحد الوجوه العامة ‏الرئيسية خلال الحرب في قطاع غزة والذي واجه انتقادات من وزير الدفاع ‏يسرائيل كاتس، سيتنحى عن منصبه ويتقاعد، فيما أكدت وسائل إعلام عبرية أن ‏ذلك التقاعد نتيجة ضغوط سياسية.‏

وقال الجيش إن الأميرال دانيال هاغاري، الضابط السابق في القوات الخاصة، ‏سيترك منصبه في نهاية فترة خدمته بعد أن عمل "في وقت واحدة من أكثر ‏الحروب تعقيداً في تاريخ إسرائيل، بطريقة مهنية ومخلصة".‏

وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجديد ‏اللفتنانت جنرال إيال زامير منع ترقية كانت متوقعة وأن رحيل هاغاري كان نتيجة ‏لعلاقاته المتوترة مع كبار الوزراء.‏

وتشير التقارير إلى أن صراعًا داخليًا بين هغاري والجهاز السياسي، خاصة مع وزير الدفاع يسرائيل كاتس، كان وراء هذه الخطوة. ووفق صحيفة تايمز أوف إسرائيل، فإن كاتس رفض الموافقة على ترقيته، وسط تباينات حول دوره وتصريحاته الإعلامية.

ووجّه رئيس الأركان السابق هرتسي هاليفي توبيخاً رسمياً لهاغاري في ديسمب/ ‏كانون الأول لتجاوزه سلطته كمتحدث عندما انتقد جزءاً من تشريع مقترح من شأنه ‏أن يجرم تمرير معلومات عسكرية سرية إلى رئيس الوزراء.‏

واعتبر وزير الدفاع يسرائيل كاتس أن تعليقات هاغاري كانت "انحرافاً كاملاً عن ‏سلطته".‏

وأصدر هاغاري اعتذاراً، لكنه تعرض لمزيد من الضغوط عندما وجه كاتس انتقاداً ‏لهاليفي بسبب ما قال إنه فشل في التعاون بشكل كامل مع تحقيق يجريه مراقب ‏الدولة في الإخفاقات خلال الهجوم الذي شنته حركة الحماس على غلاف غزة في ‏السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.‏

‏"ذر للرماد في العيون"‏

ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية تعليقات من المتحدث باسم كاتس ينتقد فيها هاغاري ‏بعد أن أصدر الجيش بياناً قال فيه إنه يتعاون مع التحقيق.‏

كان هاغاري (49 عاماً) من عناصر الكوماندوز في البحرية الإسرائيلية، وقاد ‏‏"شايطيت 13"، وهي إحدى وحدات النخبة الأكثر سرية في الجيش، وعرفت بتنفيذ ‏عمليات أمنية خارج الحدود.‏

وفي ديسمبر/كانون الأول اضطر إلى الاعتذار بعد انتقاده لمشروع قانون يسمح ‏للجنود أو كبار مسؤولي الدفاع بالإفلات من الملاحقة القضائية لتسريب وثائق ‏عسكرية سرية دون تصريح.‏

وفي يونيو/حزيران 2024 انتقدته الحكومة بعدما وصف فكرة "القضاء" على ‏حماس بأنها "ذر للرماد في العيون".‏

 ضغوط سياسية وتهديدات مبطّنة

بحلول ديسمبر الماضي، كان مصير هغاري محسومًا سياسيًا. فقد صرّح يعقوب باردوغو، المقرب من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بأن هغاري لن تتم ترقيته، محذرًا من أن أي محاولة لدعمه قد تؤدي إلى الإطاحة بوزير الدفاع كاتس.

وفي النهاية، ورغم إشادة زامير بأداء هغاري، إلا أن القرار النهائي يعكس واقعًا أوسع من مجرد خلافات مهنية، ليؤكد أن السياسة تفرض كلمتها حتى داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية.

واستقال هاليفي نفسه من قيادة الجيش هذا الأسبوع بعد قبول المسؤولية عن ‏الإخفاقات حول هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 .‏

يقرأون الآن