فقد أوقفت السلطات الأمريكية عددا من الذين شاركوا في اقتحام مقر الكونغرس، ومن ضمنهم رجلين ظهرا في وسائل الإعلام العالمية.
ومن بين تلك الاعتقالات تم القبض على آدم جونسون في منزله في فلوريدا وشوهد في الصور وهو يحمل منصة القراءة لرئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي.
كما اعتقل جاكوب تشانسلي الذي شوهد في مبنى الكابيتول وهو يضع طلاء وجه ويرتدي خوذة ذي قرنين.
عضو آخر يواجه اتهامات وهو ديريك ايفانز مندوب في الهيئة التشريعية في ولاية فرجينيا الغربية ويقول أنه سيستقيل من مقعده.
من جهة أخرى، كشف موقع "تايمز أوف إسرائيل" أن من "بين مثيري الشغب الذين اقتحموا مبنى الكابيتول، نجل قاض في نيويورك ورئيس سابق لـ"المجلس الوطني لإسرائيل الشابة".
وذكر الموقع أن آرون موستوفكسي، الذي هو نجل قاضي المحكمة العليا بمقاطعة كينغز، ستيفن شلومو موستوفسكي، دخل مبنى الكابيتول، وكان والد آرون موستوفسكي رئيسا سابقا لـ"المجلس الوطني لإسرائيل الشابة"، وهي منظمة يهودية أرثوذكسية كانت قد أعربت عن تأييدها الصريح للرئيس الأمريكي، دونالد ترامب.
وقال آرون موستوفكسي لـ"نيويورك بوست" إنه أراد أن "يعبر عن رأيه كأمريكي حر"، مشيرا إلى أنه "تمت سرقة هذه الانتخابات من الرئيس ترامب".
وأضاف: "لقد تعرضنا للغش، لا أظن أن 75 مليون شخص فقط صوتوا لترامب، أنا أعتقد أن الرقم يقترب من 85 مليونا".
وكان قد لقي 5 أشخاص مصرعهم في عملية اقتحام الكونغرس بما في ذلك ضابط شرطة في الكونغرس.
وقال البابا فرنسيس في تصريحات لقناة إيطالية محلية أمس: "دهشت لأنهم أناس منضبطون للغاية فيما يتعلق بالديمقراطية".
وكانت قد شهدت الولايات المتحدة الأمريكية، يوم الأربعاء الماضي، عملية اقتحام وأعمال شغب وتخريب للكونغرس الأمريكي، من طرف مؤيدي وأنصار دونالد ترامب، رفضا لنتائج الانتخابات الرئاسية ومحاولة منع التصديق على فوز منافسه الديمقراطي، جو بايدن.
حيث تسببت هذه الأعمال التخريبية، في مقتل ثلاثة من المتظاهرين، وامرأة بطلق ناري خلال الاشتباكات مع رجال الأمن، وضابط شرطة بالكونغرس، كما تم اعتقال 52 شخصا من الذين اقتحموا المبنى.
التظاهرة جرى تنظيمها في واشنطن من قبل مناصري ترامب رفضا لنتائج الانتخابات، حيث دعاهم إلى التوجه نحو الكونغرس، وتصاعدت الأحداث في محيط الكونغرس بعد مطالبة ترامب أنصاره بـ"عدم الاستسلام ورفض الاعتراف بالهزيمة".
وقد قال عدد من القادة الجمهوريين ومسؤولي الحكومة إنهم يعتقدون أنه ينبغي عزل دونالد ترامب من منصبه قبل نهاية ولايته رسميا في 20 كانون الثاني الجاري.
وكان قد أعلن موقع تويتر إغلاق حساب ترامب بشكل دائم على المنصة، وذلك بعد 3 أيام من اقتحام أنصاره مبنى الكونغرس، حيث ذكر تويتر أن استخدام ترامب تعبير "الأمريكيين الوطنيين" في إحدى تغريداته لوصف أنصاره يمكن تفسيره على أنه دعم لأولئك الذين قادوا أو نفذوا أعمال عنف في مبنى الكونغرس في 6 كانون الثاني الجاري.
كما وصف الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن، عدم حضور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حفل تنصيبه في 20 كانون الثاني، بأنه "أمر جيد"، في أول رد فعل له على إعلان ترامب، فقد اعلن ترامب في وقت سابق، أنه لن يحضر حفل تنصيب بايدن، بعد يوم من مصادقة الكونغرس على فوزه بالانتخابات.
واعتبر بايدن، اقتحام مبنى الكونغرس بأنه "كان من أحلك الأيام في تاريخ أمتنا"، مضيفاً أن ذلك شكل "اعتداءً غير مسبوق على ديمقراطيتنا."
وأضاف بايدن: "ما شهدناه لم يكن معارضة، لم يكن اضطراباً، لم يكن احتجاجاً، كانت فوضى. لم يكونوا متظاهرون، لا تجرؤوا على تسميتهم محتجون، لقد كانوا غوغائيون مشاغبون... إرهابيون محليون".
وشدد على أن ترامب ليس فوق القانون جراء ما حدث في الكونغرس.
من جهتها أعلنت عمدة واشنطن، موريل بروزير، تمديد حالة الطوارئ 15 يوما بأعقاب أعمال الشغب.
وقالت العمدة أن هؤلاء الذين اقتحموا مبنى الكونغرس "سعوا لتعطيل عمل الكونغرس فيما يتعلق بعملية قبول والتصديق على أصوات المجمع الانتخابي."
ويذكر أن نائب الرئيس الأمريكي، مايك بنس، أدان مثيري الشغب المؤيدين لترامب الذين اقتحموا مبنى الكابيتول الأمريكي بينما أجرى الكونغرس متابعة لفرز الأصوات الانتخابية التي ستؤكد فوز الرئيس المنتخب جو بايدن.