انشغلت السلطات الصحية في بريطانيا بكارثة غير مسبوقة بعد أن تبين بأن قطعاً من الحلويات التي تم توزيعها على المرضى في المستشفيات ملوثة بالبكتيريا القاتلة، وهو ما أدى الى وفاة ثلاثة أشخاص بالفعل خلال الشهور الماضية، الأمر الذي أحدث ضجة واسعة وقلقاً من الطعام الذي يتم تقديمه لنزلاء المستشفيات القادمين للعلاج.
وبحسب التقرير الذي نشرته جريدة "Metro" البريطانية واسعة الانتشار، فقد تسببت الحلوى الملوثة بوفاة ثلاثة أشخاص وإصابة اثنين آخرين، وذلك قبل أن تبدأ السلطات الصحية بسحب هذه الحلوى من المستشفيات والتحقيق في الواقعة.
واعترفت السلطات الصحية بأن الوفيات الثلاثة كانت ناتجة عن تسمم غذائي، كما تأكد أن إحدى الوفيات ناجمة مباشرةً عن بكتيريا الليستيريا التي تم العثور عليها في علبة حلويات يتم توزيعها على المرضى ضمن وجبات الطعام.
وفتحت هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS) في بريطانيا تحقيقاً في الحالات التي يُعتقد أنها مرتبطة بحلويات الشوكولاتة المُقدمة للمستشفيات.
وأصدرت وكالة معايير الغذاء تحذيراً بشأن المنتجات التي قد تكون ملوثة بالليستيريا، بما فيها علب الشوكولاتة من نوع "موس" التي يتم تزويد المستشفيات بها.
وقالت تينا بوتر، رئيسة قسم الحوادث في وكالة معايير الغذاء، إن الحلويات التي يُحتمل ارتباطها بالمرض "يجري حالياً إزالتها من سلسلة التوريد".
وتم العثورعلى عينات البكتيريا في فبراير الماضي في مستشفى تابع لهيئة الخدمات الصحية الوطنية في جنوب غرب إنجلترا، كجزء من عملية مراقبة روتينية، وفقاً للصحيفة.
وتقول جريدة "مترو" إنه تم تشخيص المرضى بين مايو وديسمبر من العام الماضي، وتم تأكيد وفاة إحدى الحالات بسبب الليستيريا. وكان المرضى يعانون أصلاً من حالات صحية مزمنة ونُقلوا إلى المستشفى ثم توفوا بسبب البكتيريا، وتراوحت أعمارهم بين 68 و89 عاماً.
وصرحت بوتر بأن الهيئة الرقابية تعمل مع هيئة الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا والسلطات المعنية "لتحديد سبب تفشي بكتيريا الليستيريا المرتبطة بالحلويات المقدمة في مؤسسات الخدمات الصحية الوطنية وغيرها من مرافق الرعاية الصحية".
وأضافت: "يجري حالياً سحب الحلويات التي يُحتمل ارتباطها بالمرض المُبلغ عنه من سلسلة التوريد. وتقوم شركة الأغذية التي زودت المنتجات بسحب منتجاتها كإجراء احترازي. ويجري التحقيق في سبب التلوث، وتعمل السلطات المحلية مع الشركة لضمان اتخاذ الإجراءات المناسبة لحماية الصحة العامة".
وقالت الدكتورة غوري غودبول، نائبة مدير قسم التهابات الجهاز الهضمي وسلامة الغذاء والصحة الواحدة في هيئة الخدمات الصحية الوطنية: "نحقق في عدد قليل من حالات الليستيريا. ولم يُؤكد سبب تفشي المرض بعد".
وأضافت غودبول: "ومع ذلك، فقد كشفت فحوصاتنا المخبرية عن وجود صلة محتملة بين هذه الحالة ونوع معين من الحلويات، وهو غير متوفر لدى تجار التجزئة ولكنه يُقدم في بعض مؤسسات الخدمات الصحية الوطنية".
وتابعت: "بالتعاون مع وكالة معايير الغذاء، وكإجراء احترازي، نصحنا مؤسسات الخدمات الصحية الوطنية والجهات التي تقدم الرعاية للأشخاص المعرضين للخطر بالتوقف عن تقديم هذه الحلويات ريثما تجري التحقيق".