تتصدّر المفاوضات بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران إهتمامات الصحف الإيرانية، متفوقة على العديد من القضايا والشؤون الداخلية التي تعاني منها البلاد على مختلف الأصعدة.
وظلّت الصحف الأصولية والمتشددة في إيران على موقفها المعارض للمفاوضات، خصوصًا المباشرة منها، متبعة الموقف الرسمي للنظام الحاكم.
وفي ظل التصريحات الأخيرة للرئيس الأميركي، دونالد ترامب، حول إجراء مفاوضات مباشرة مع إيران، لا يزال موقف الصحف المتشددة غير واضح، فيما يتعلق برد فعلها على هذا التطور.
صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد علي خامنئي، أكدت استعداد طهران لأي خيار عسكري قد يتخذه ترامب، محذرةً من أن أي إجراء عسكري أميركي أو إسرائيلي ضد إيران، ولو كان محدودًا، سيواجه بردّ طهران بتدمير إسرائيل.
وأضافت أن هذا الرد لن يكون مقتصرًا على القواعد العسكرية فقط، بل سيشمل كافة البنية التحتية.
في المقابل، دعت بعض الصحف إلى المفاوضات، مشيرةً إلى أن تكلفة عدم التفاوض ستكون أكبر من تكلفة المفاوضات نفسها.
وأكدت هذه الصحف أن عدم التفاوض قد يؤدي إلى حرب لا ترغب إيران في خوضها، معتبِرةً أن تبعات هذه الحرب ستكون كبيرة على المستقبل.
صحيفة "مردم سالاري" تناولت موضوع المفاوضات المباشرة وغير المباشرة، مشيرةً إلى أن إيران ترفض المفاوضات المباشرة مع أميركا، بينما تؤكد واشنطن أن المفاوضات بين الطرفين ستكون مباشرة.
ورأت الصحيفة أن هذه المفاوضات ستبدأ بشكل غير مباشر، ولكنها ستنتهي بالمفاوضات المباشرة، معتبرة أنه لا يمكن إبرام اتفاق كبير دون المفاوضات المباشرة.
وفيما يخص الشؤون الداخلية، تطرقت صحيفة "جملة" إلى أزمات الطاقة في إيران، محذرةً من أن الصيف المقبل سيكون صعبًا على البلاد بسبب الأزمات المحتملة في قطاعي الكهرباء والمياه.
وأكدت الصحيفة أن "الحكومة الحالية، مثل سابقتها، لم تقم بأي إجراءات فعّالة للاستعداد لهذه الأزمة المرتقبة".
صحيفة "كيهان" تابعت تبرير موقفها حول "الانتقام من ترامب"، مشيرةً إلى أن هذا الموقف يتماشى مع تصريحات ومواقف المرشد الإيراني علي خامنئي.
كما تساءلت الصحيفة عن الجهات التي تعتبر هذا الموقف تهديدًا ضد الأمن القومي الإيراني، في حين اعتبرت أن هذه المواقف لا تعني سوى رسائل ضعف.
صحيفة "إيران" الحكومية دافعت عن المفاوضات مع الولايات المتحدة، مشيرةً إلى أن تكلفة عدم التفاوض ستكون أعلى بكثير من تكلفة المفاوضات نفسها.
ورأت الصحيفة أن غالبية الشعب الإيراني يؤيد هذا المطلب، رغم التشاؤم من تاريخ الولايات المتحدة في التدخلات الدولية وانتهاك تعهداتها.
صحيفة "ستاره صبح" تناولت التصعيد العسكري بين إيران والولايات المتحدة، محذرةً من أن الحرب يمكن أن تحول المنطقة إلى "جبل من نار".
وأشارت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة قد تهاجم إيران دون استخدام قواعدها العسكرية في المنطقة، لتجنب تقديم ذريعة لإيران لتهديد دول المنطقة.
كما انتقدت الصحيفة بعض التصريحات التي خرجت من مسؤولين مقربين من النظام، مثل حسين شريعتمداري رئيس تحرير "كيهان"، الذي دعا إلى اغتيال ترامب، بالإضافة إلى تصريحات علي لاريجاني، مستشار المرشد الإيراني للشؤون الدولية، الذي أكد أن إيران قد تلجأ إلى تصنيع قنبلة ذرية في حال تعرضها لهجوم.
واختتمت الصحيفة بالقول إن "مثل هذه التصريحات قد تعطي ذريعة لأميركا وإسرائيل لتشكيل إجماع دولي ضد إيران، ما قد يؤدي إلى هجوم عسكري إذا فشلت المفاوضات".