لبنان

الراعي: لبنان يطوي صفحة الخروج عن الشرعية

الراعي: لبنان يطوي صفحة الخروج عن الشرعية

شدّد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، في عظته خلال قداس أحد الشعانين في بكركي، على أهمية السلام الذي يأتي من المسيح، مرحّبًا بالأطفال وذويهم، ومشيرًا إلى أن تبريك أغصان الزيتون يشكّل علامة لهذا السلام. ودعا إلى التماس سلام المسيح في القلوب، ليكون ممكنًا نشره في العائلات والمجتمع والوطن.

ولفت البطريرك إلى أنّ المؤمنين يسيرون في ختام القداس بتطواف حاملين أغصان الزيتون التي نُباركها، ويسيرون مع الأطفال إعلانًا لإيمانهم بسلام المسيح، كما ذكّر بنداء الشعب ليسوع ملكًا يعطي الخلاص، موضحًا أنّ مملكته روحية، لا سياسية ولا زمنية، وأنّ أورشليم هي مدينة الله لا مدينة الأرض، فيما شدّد على أن ملوكية المسيح تقوم على شمولية الخلاص للبشرية جمعاء.

وتطرّق في عظته إلى كلام البابا يوحنا بولس الثاني حول التزام المسيحيين في الشأن السياسي، إذ دعاهم إلى أن يعيشوا بموجب حياتهم الجديدة في المعمودية، ويشهدوا للحقيقة والمحبة من خلال أعمالهم، معتبرًا أنّ عليهم أن يبثوا روح الإنجيل في الشؤون الزمنية من خلال التزامهم بخدمة المجتمع عبر أنشطتهم السياسية والاقتصادية والقضائية والثقافية، وعلى هذا الأساس يتم انتخابهم في المجالس والنقابات.

وأشار البطريرك الراعي إلى أنّ تاريخ اليوم، 13 نيسان/أبريل 2025، يصادف مرور خمسين سنة على اندلاع الحرب الأهلية في لبنان، وهي الحرب التي مزّقت حياة اللبنانيين وطفولتهم وشبابهم، وشوّهت علاقاتهم بلبنان وببعضهم البعض. ورأى أن لبنان طوى صفحة الحرب الأهلية، وهو اليوم يطوي صفحة الخروج عن الشرعية ومحاربتها، غير أنّ طي الصفحات لا يكفي، إذ لا بد من قراءة الوقائع التي أوصلت البلاد إلى هذه الحال، مؤكدًا أنّ من لا يفهم الأخطاء يكرّرها، ولا وقت للتكرار بعد اليوم، لأن لبنان بحاجة إلى مستقبل يليق بتاريخه.

ودعا إلى إعادة دراسة ما حصل، والتصالح والتصارح، من أجل تخطّي هذه المرحلة، تمامًا كما نجحت دول أخرى في ذلك.

وختم بالدعوة إلى الصلاة لفتح القلوب لاستقبال المسيح، من أجل الدخول معه في أسبوع آلامه وموته وقيامته.

يقرأون الآن