في حين أن هتين الدراستين الجديدتين، اللتين نشرتا بتاريخ 10 فباير في المجلة الطبية البريطانية، قد سعتا إلى توضيح المشكلة وتأكيد أو نفي النتائج التي توصلت إليها الدراسات السابقة، ففي الدراسة الأولى، قام الباحثون بقيادة الدكتور بريان بيتمان، الأستاذ المساعد في الطب في مستشفى بريجهام للنساء والولادة في بوسطن، بتحليل بيانات أكثر من 82000 امرأة أمريكية تلقين عقارين أو أكثر من الأدوية الأفيونية خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل في الفترة الواقعة ما بين عامي 2000-2015
وقد وجد الباحثون أنه بعد حساب عوامل الخطر المحتملة الأخرى، لم تكن هناك زيادة ذات مغزى سريري في خطر الإصابة بعيوب خلقية رئيسية بشكل عام، أو في خطر الإصابة بتشوهات القلب أو القدم الحنفاء أو عيوب الأنبوب العصبي لدى الأطفال المولودين، بالإضافة إلى ذلك، ارتبطت المواد الأفيونية بزيادة خطر الإصابة بالحنك المشقوق الذي يصيب أربع إلى خمس حالات من بين 10000 حالة حمل تم فيها تناول المواد الأفيونية في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، وقد قال المؤلفين أن الأطباء يجب أن ينصحوا المرضى بشأن هذه المخاطر المحتملة قبل وصف أي أدوية أفيونية لهم، ووفقاً لبيتمان وفريقه البحثي، بشكل عام، تشير النتائج إلى أن استخدام المواد الأفيونية الموصوفة في بداية الحمل لا يرتبط بزيادة كبيرة في خطر حدوث عيوب خلقية كبيرة، أما في الدراسة الثانية، قام باحثون بقيادة (الدكتور نيكلاس وورم) أندرسون من (معهد ستاتينز سيروم في كوبنهاغن)، بتحليل بيانات حول ما يقرب من 1.2 مليون حالة حمل في الدنمارك بين عامي 1997 و2016. ولم يجدوا أي ارتباط بين تناول المضادات الحيوية من فئة الماكروليدات في بداية الحمل وخطر إصابة الأطفال الرضع بعيوب خلقية. تجدر الإشارة إلى أن الماكروليدات هي فئة من المضادات الحيوية التي تشمل أزيثروميسين وإريثروميسين، ولكن ليس البنسلين. وبحسب الدراسة، كانت معدلات حدوث العيوب الخلقية الرئيسية 35 حالة لكل 1000 حالة حمل بين النساء اللواتي تناولن الماكروليدات، مقارنة بـ 37 حالة لكل 1000 حالة بين النساء اللواتي تناولن البنسلين، و33 حالة لكل 1000 حالة بين النساء اللواتي لم يستخدمن أي مضادات حيوية أثناء الحمل. والجدير بالذكر أن كلتا الدراستين كانتا قائمتين على الملاحظة، لذا لا يمكنهما إثبات السبب والنتيجة. وقد أشار فريق البحث إلى أنهم اعتمدوا على النساء اللواتي يتناولن الأدوية الموصوفة من قبل الطبيب المتابع لهن فقط. لكنهم أضافوا أن هذه كانت دراسات كبيرة استخدمت بيانات موثوقة ووضعت في الاعتبار مجموعة من عوامل الخطر التي ربما تكون قد أثرت على النتائج. وقد خلص المؤلفون إلى أن النتائج يجب أن تطمئن النساء اللواتي يتم وصف مسكنات الألم الأفيونية أو المضادات الحيوية لهن أثناء الحمل.
المصدر: شبكة نيوز ماكس