دولي

فريقان ضمن إدارة ترامب.. مؤيد لضرب إيران ومتحمس للتفاوض

فريقان ضمن إدارة ترامب.. مؤيد لضرب إيران ومتحمس للتفاوض

قبل أيام من جولة ثانية مرتقبة بين طهران وواشنطن، السبت القادم في روما، ووسط تعهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بمنع طهران من امتلاك النووي، ظهر فريقان داخل الإدارة الأميركية، أحدهما مؤيد لضرب طهران، وآخر متحمس للتفاوض.

فقد ذكر مسؤول أميركي، أن سياسة إدارة الرئيس دونالد ترامب تجاه إيران ليست واضحة تماماً، مشيرا إلى "سياسة التعامل مع طهران ما زالت قيد الدراسة"، وفق ما نقله موقع "أكسيوس".

أتى ذلك، بعدما عقد ترامب اجتماعا في غرفة العمليات، يوم الاثنين، لمناقشة الملف الإيراني، بحضور كبار مستشاريه، بمن فيهم المسؤولون من كلا جانبي الانقسام السياسي داخل الفريق.

المعسكر الأول.. يؤيد الدبلوماسية

أحد المعسكرين، الذي يقوده بشكل غير رسمي نائب الرئيس جيه دي فانس، يرى أن الحل الدبلوماسي هو الأفضل والأكثر قابلية للتحقق، وأنه يجب على الولايات المتحدة أن تكون مستعدة لتقديم تنازلات من أجل إنجاحه. وقال مسؤول أميركي إن فانس يشارك بشكل كبير في مناقشات سياسة إيران.

هذا المعسكر يضم أيضا مبعوث ترامب ستيف ويتكوف، الذي مثّل الولايات المتحدة في الجولة الأولى من محادثات إيران يوم السبت، ووزير الدفاع بيت هيغسيث. كما يحظى بدعم خارجي من المؤثر الشهير والمقرّب من ترامب، تاكر كارلسون.

هذا الفريق يخشى أن يؤدي ضرب المنشآت النووية الإيرانية إلى تعريض الجنود الأميركيين في المنطقة للخطر عند رد إيران.

كما أنه يشير إلى أن اندلاع صراع جديد في المنطقة من شأنه أن يؤدي إلى ارتفاع كبير في أسعار النفط، في وقت حساس بالنسبة للاقتصاد الأميركي.

معسكر ثانٍ أكثر تشدداً

في المقابل، المعسكر الآخر، والذي يضم مستشار الأمن القومي مايك والتز، ووزير الخارجية ماركو روبيو، يتبنى موقفا أكثر تشددا تجاه إيران، ويشكك بشدة في إمكانية التوصل إلى اتفاق يحد فعليا من برنامج إيران النووي، بحسب ما أفاد مسؤولون أميركيون.

ويشاركهم هذا الرأي بعض أعضاء مجلس الشيوخ المقرّبين من ترامب، مثل ليندسي غراهام (جمهوري من ساوث كارولينا)، وتوم كوتون (جمهوري من أركنساس).

كما يرى هذا المعسكر أن إيران أضعف من أي وقت مضى، وبالتالي يجب على الولايات المتحدة عدم تقديم أي تنازلات، بل الإصرار على أن تقوم طهران بتفكيك كامل لبرنامجها النووي، بل ويؤيدون ضرب إيران مباشرة، أو دعم ضربة إسرائيلية في حال لم يتم ذلك، وفق "أكسيوس".

من جانبه، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، براين هيوز لـ"أكسيوس": "الرئيس ترامب كان واضحا: إيران لا يمكن أن تمتلك سلاحا نوويا، وكل الخيارات لا تزال مطروحة. لقد فوّض بإجراء محادثات مباشرة وغير مباشرة مع إيران لإيصال هذه الرسالة، لكنه أوضح أيضا أن هذا لا يمكن أن يستمر إلى الأبد".

وأضاف: "فريق القيادة الأمنية الوطنية في إدارة ترامب ملتزم تماما بموقف الرئيس تجاه إيران، لضمان السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، والأمن في الداخل الأميركي".

من الجدير بالذكر أن مفاوضات مباشرة بين مسؤولين أميركيين وإيرانيين بشأن تسوية البرنامج النووي الإيراني، في الــ12 من نيسان/ أبريل، جرت في العاصمة العمانية مسقط، وترأس الوفد الإيراني وزير الخارجية، عباس عراقجي، بينما ترأس مبعوث الرئيس الأميركي الخاص ستيفن ويتكوف وفد بلاده، وحسبما أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية، كان اللقاء بنّاء.

وتعقد الجولة الثانية من المفاوضات في روما الإيطالية يوم السبت 19 نيسان/ أبريل.

يقرأون الآن