نعى الوسط الفني والثقافي في العراق، اليوم الاثنين، المخرج مهدي طالب، الذي توفي بعد صراع مع المرض بعيداً عن الأضواء، وبعد مسيرة طويلة في عالم الدراما.
وأعلنت نقابة الفنانين العراقيين، وفاة طالب، دون أن تورد تفاصيل عن سبب وفاته، لكنها قررت إقامة "مجلس تأبين" له عصر يوم غدٍ الثلاثاء في مقر النقابة.
وأشار عاملون في الوسط الفني والإعلامي، في العراق، إلى أن مهدي عانى من قلة عروض العمل الفني في الفترة الماضية، بينما ربط البعض بين وفاته وإهمال طبي في المستشفيات.
وقال المخرج والمؤلف العراقي، عبدالله أحمد، في تعليق عبر "فيسبوك" على وفاة طالب: "الكل نعى المخرج مهدي طالب، من منتجين ومن أصحاب القرار في الوسط الفني، لكن لم يمنحوه فرصة لإخراج عمل درامي في السنوات الأخيرة ويأتون بأشخاص من خارج البلد من سوريا ولبنان ومصر وإيران، غير مؤهلين وينسون المبدع العراقي حتى يموت وينتهي".
وفي سياق آخر، كتب الإعلامي العراقي، عبد الجبار العتابي، في نعي طالب: "الجميع أطلق العنان لكلمات الرثاء بحق المخرج مهدي طالب، دبجوا صفحات الفيس بوك بنعيهم له وحزنهم على رحيله المبكر.. لكن أحدا منهم لم ينظر إلى سبب موته، ولم يصرخ بوجه الحكومات العراقية".
وتابع العتابي قائلاً: "إن الطب في العراق لا يعالج مريضا وإن الدواء لا يشفي عليلا، وإن مهدي طالب مات لأن المستشفيات العراقية لم تستطع أن تسعفه، حاله حال الكثيرين الذين رحلوا عن الدنيا بسبب المرض، المرض ليس المستعصي، بل مما يمكن علاجه لو كانت الدولة مهتمة بالصحة والطب والإنسان".
ووفقاً للروائي العراقي، أحمد سعداوي، فقد عانى مهدي من سلسلة أمراض، في السنوات الأخيرة، وأجرى عدّة عمليات جراحية، ولكن آخر الأخبار عنه أنّه تحسّن في الفترة الأخيرة، قبل إعلان وفاته.
يُشار إلى أن مسيرة مهدي طالب تتضمن إخراج برنامج "دراما نص كوم" الكوميدي عام 2018 ومسلسل "وادي السلام" عام 2014، ومسلسل "ضياع في حفر الباطن" عام 2012، والعمل الكوميدي "مطلوب عشائريًا".
وبجانب أعماله العراقية، يمتلك المخرج الراحل محطات مهنية خارج بلاده بعد أن غادر العراق في تسعينيات القرن الماضي، وعمل لسنواتٍ طويلةٍ مع مخرجين عرب، مساعداً للمخرج.
كما كان الراحل أحد كتاب المقالات والمواد التحليلية في الصحافة العراقية حول الدراما وعوالمها.