أعلنت عائلة حذيفة سمير الكحلوت، المعروف باسم “أبو عبيدة”، الناطق العسكري السابق باسم كتائب القسام، مقتله مع زوجته وثلاثة من أبنائه، وذلك عقب الإعلان الرسمي الصادر عن الكتائب بشأن مصيره بعد أشهر من الغموض.
وجاء بيان العائلة ليؤكد أن الكحلوت قضى في ما وصفته بعملية اغتيال، مشيرة إلى أن الاستهداف أنهى مسيرة امتدت لسنوات في العمل الإعلامي والعسكري ضمن صفوف كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس. وعبّرت العائلة في بيانها عن قبولها بما سمّته قضاءً وقدرًا، معتبرة أن نجلها كان مدركًا لطبيعة المخاطر التي أحاطت بمسيرته.
وتناول البيان جوانب من السيرة الشخصية والعلمية للكحلوت، حيث أشارت العائلة إلى أنه تلقى تعليمه الجامعي وحصل على درجة الماجستير، وكان ملتحقًا ببرنامج للدكتوراه قبل أن تحول ظروف عمله دون إتمامها. كما تطرّق البيان إلى صفاته العائلية والاجتماعية من وجهة نظر ذويه، متوقفًا عند شخصيته الهادئة وابتعاده عن الظهور الاجتماعي خارج الإطار الإعلامي الرسمي.
وبحسب ما ورد في البيان، فإن الكحلوت تعرّض خلال السنوات الماضية لعدة محاولات استهداف، في ظل دوره البارز كمتحدث عسكري، وهو المنصب الذي جعله من أكثر الوجوه الإعلامية حضورًا خلال جولات التصعيد المتعاقبة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل.
وفي سياق متصل، أعلن الناطق الإعلامي الجديد لكتائب القسام، في وقت سابق، مقتل عدد من القادة العسكريين البارزين خلال الحرب الجارية على قطاع غزة، من بينهم قائد أركان الكتائب محمد السنوار، وقائد لواء رفح محمد شبانة، إضافة إلى حذيفة الكحلوت، إلى جانب قيادات أخرى، وذلك خلال ما وصفه بخرق الهدنة.
وكان آخر ظهور مصوّر للكحلوت بتاريخ 18 يوليو/تموز 2025، حيث ظهر في تسجيل مصوّر تحدث فيه عن استعداد الفصائل الفلسطينية لخوض ما وصفها بـ“معركة استنزاف طويلة الأمد”. ويُعد ذلك الظهور الأخير قبل الإعلان عن استهدافه.
ووفق المعلومات المعلنة، فقد استهدفت طائرات إسرائيلية الكحلوت في 30 أغسطس/آب 2025، خلال غارة جوية على حي الرمال غربي مدينة غزة، إلا أن مصيره ظل غير مؤكد رسميًا لعدة أشهر، قبل أن تعلن كتائب القسام، في 29 ديسمبر/كانون الأول 2025، مقتله بشكل رسمي.
ويأتي الإعلان عن مقتل الكحلوت في ظل تصاعد العمليات العسكرية في قطاع غزة، واستمرار الغارات الإسرائيلية التي استهدفت قيادات ومواقع لفصائل فلسطينية، مقابل إطلاق صواريخ وعمليات عسكرية باتجاه إسرائيل، في واحدة من أكثر جولات التصعيد دموية وتعقيدًا خلال السنوات الأخيرة.


