علّق المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات، أنور قرقاش، الثلاثاء، على بيان وزارة الخارجية الإماراتية المتعلق بالتطورات الجارية في اليمن، مؤكداً أن موقف أبوظبي يقوم على تغليب الحكمة وتقديم الاستقرار على التصعيد.
وقال قرقاش، في تدوينة نشرها عبر حسابه على منصة “إكس”: “كما تعودنا من الإمارات موقف يضع الحكمة فوق الانفعال، ويقدّم الاستقرار على ضجيج التصعيد”، مضيفاً: “حفظ الله الإمارات، ووقى منطقتنا الفتن، وأدام عليها الأمن والعقل والقيادة الحكيمة”.
وأرفق قرقاش تدوينته بنص البيان الصادر عن وزارة الخارجية الإماراتية، والذي أعربت فيه الدولة عن أسفها الشديد لما ورد في بيان المملكة العربية السعودية، وما تضمنه من “مغالطات جوهرية” بشأن دور الإمارات في الأحداث الجارية في الجمهورية اليمنية.
وبحسب ما نقلته وكالة الأنباء الإماراتية “وام”، أكدت وزارة الخارجية رفض دولة الإمارات القاطع الزج باسمها في التوتر الحاصل بين الأطراف اليمنية، واستنكارها الادعاءات المتعلقة بممارسة ضغوط أو توجيه أي طرف يمني لتنفيذ عمليات عسكرية تمس أمن المملكة العربية السعودية أو تستهدف حدودها.
وشددت الإمارات على حرصها الدائم على أمن واستقرار السعودية، واحترامها الكامل لسيادتها وأمنها الوطني، مؤكدة رفضها لأي أعمال من شأنها تهديد أمن المملكة أو أمن المنطقة، انطلاقاً من العلاقات الأخوية والتاريخية التي تجمع البلدين، وحرص أبوظبي المستمر على التنسيق الكامل مع الرياض.
وأوضحت الخارجية الإماراتية أن موقف الدولة منذ بداية الأحداث في محافظتي حضرموت والمهرة تمثل في العمل على احتواء الموقف، ودعم مسارات التهدئة، والدفع نحو تفاهمات تحافظ على الأمن والاستقرار وتحمي المدنيين، وذلك بالتنسيق مع الأشقاء في المملكة العربية السعودية.
وفي ما يتعلق بالبيان الصادر عن المتحدث العسكري باسم قوات التحالف حول العملية العسكرية في ميناء المكلا، أكدت الوزارة رفضها التام للمزاعم المتعلقة بتأجيج الصراع في اليمن، مشيرة إلى أن البيان المذكور صدر من دون التشاور مع الدول الأعضاء في التحالف.
كما أوضحت أن الشحنة التي جرى الحديث عنها لم تتضمن أي أسلحة، وأن العربات التي تم إنزالها لم تكن مخصصة لأي طرف يمني، بل للاستخدام من قبل القوات الإماراتية العاملة في اليمن، مؤكدة أن الادعاءات المتداولة لا تعكس حقيقة طبيعة الشحنة أو الغرض منها.
وأشارت الوزارة إلى وجود تنسيق رفيع المستوى بين الإمارات والسعودية بشأن هذه العربات، واتفاق واضح على عدم خروجها من الميناء، معربة عن تفاجئها باستهدافها في ميناء المكلا.
وأكدت وزارة الخارجية أن الوجود الإماراتي في اليمن جاء بدعوة من الحكومة الشرعية اليمنية وضمن التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، بهدف دعم استعادة الشرعية ومكافحة الإرهاب، مع الالتزام الكامل باحترام سيادة اليمن، لافتة إلى التضحيات الكبيرة التي قدمتها الإمارات ومساندتها المستمرة للشعب اليمني.
وختم البيان بالتأكيد على أن التطورات الأخيرة تثير تساؤلات مشروعة حول كيفية التعامل معها وتداعياتها، في مرحلة تتطلب أعلى درجات التنسيق وضبط النفس والحكمة، مع الأخذ في الاعتبار التحديات الأمنية والتهديدات المرتبطة بالجماعات الإرهابية، بما فيها القاعدة والحوثيون والإخوان المسلمون، مشدداً على ضرورة التعامل مع المستجدات بمسؤولية تمنع التصعيد، وتدعم مسار الحل السياسي وإنهاء الأزمة اليمنية.


