في خضم تصاعد التوترات التجارية بين واشنطن وبكين، كشفت صحيفة "فاينانشال تايمز" عن توقف كامل لواردات الصين من الغاز الطبيعي المسال الأميركي.
وذكرت الصحيفة أن آخر شحنة وصلت إلى مقاطعة فوجيان الصينية في السادس من فبراير الماضي، ليتبعها فراغ تام في سجلات الشحنات اللاحقة. بل وصل الأمر إلى حد إعادة توجيه ناقلة غاز أميركية كانت متجهة إلى الصين نحو بنغلاديش، بعد تعثر وصولها قبل سريان التعريفات الجمركية الإضافية.
ويرى خبراء أن مستقبل الإمدادات الأميركية من الغاز الطبيعي المسال إلى الصين يبدو "غامضًا جدًا"، على الرغم من وجود 13 عقدًا طويل الأجل مبرمًا بين شركات صينية ومحطات أميركية يمتد حتى عام 2049. وتذهب التوقعات، كما نقلت وكالة "تاس"، إلى أنه "من غير المرجح أن يوقع المستوردون الصينيون عقودًا جديدة للغاز الطبيعي المسال الأميركي" في ظل هذه الظروف.
يأتي هذا التوقف في أعقاب إعلان الرئيس الأميركي في الثاني من أبريل عن فرض رسوم جمركية على سلع من 185 دولة ومنطقة (باستثناء روسيا)، حيث دخلت الرسوم العامة بنسبة 10% حيز التنفيذ في الخامس من أبريل، والرسوم الخاصة بكل دولة في التاسع منه. وفي التاسع من أبريل نفسه، أعلن ترامب تعليق الرسوم الجمركية الإضافية لمدة 90 يومًا على الدول المستعدة للتفاوض، مع إخضاع سلعها لرسوم قدرها 10%. وفي المقابل، رفع الرئيس الأميركي الرسوم الجمركية على المنتجات الصينية إلى 125%.
وتشمل الإجراءات التصعيدية أيضًا فرض تعريفات بنسبة 20% على سلع من كندا والصين والمكسيك، بدعوى عدم كفاية جهود حكوماتها في مكافحة تهريب مادة "الفنتانيل" إلى الولايات المتحدة، لترتفع بذلك التعريفات الإجمالية على السلع الصينية حاليًا إلى 145%.