ألقى رئيس الجمهورية جوزاف عون كلمة أمام المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، دعا فيها إلى اعتماد نهج النضج السياسي القائم على الإصغاء والنقد البنّاء، مؤكداً حاجته إلى "من يقول له لا"، شرط أن تكون هذه الـ"لا" مبنية على العلم والخبرة والمصلحة العامة، لا على الكيدية أو المصلحة الشخصية.
استهلّ الرئيس عون كلمته باقتباس من كتاب رئيس وزراء بريطانيا الأسبق طوني بلير "عن القيادة: دروس للقرن الواحد والعشرين"، تحدث فيه عن ثلاث مراحل يمرّ بها الزعماء السياسيون: مرحلة الاستماع، ثم مرحلة الثقة المفرطة، وأخيراً مرحلة النضج السياسي التي لا يبلغها إلا القلّة.
لحظة وصول رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون إلى المجلس الإقتصادي والإجتماعي#لبنان #جوزاف_عون #وردنا pic.twitter.com/QGN7Jxd745
— Waradana News (@NewsWaradana) April 25, 2025
وقال عون: "جئت إليكم اليوم، طالباً منكم خدمة، ألا وهي مساعدتي ومساعدة كل مسؤول في لبنان على الانتقال فوراً إلى المرحلة الثالثة".
وأضاف: "المسؤول يحتاج إلى من يقول له (لا)، ولو بصيغة مهذبة من نوع (نعم... ولكن). ولا تكون (لا) كيدية أو أنانية أو عدمية، بل مبنية على المعرفة والنزاهة والسعي إلى المصلحة العامة".
وأشاد رئيس الجمهورية بدور المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، مؤكداً أن المفهوم المؤسّس له يقوم على الحوار بين العمال وأرباب العمل وكل أطراف الإنتاج.
وتابع قائلاً: "أنتم المعبّرون عن كل يدٍ تتعب وتكدّ لتنتج في أرضنا وبلدنا"، مشدداً على أن السياسة في جوهرها يجب أن تكون "نشاطاً إنسانياً محوره الإنسان وهدفه خير الإنسان، لا نشاطاً سلطوياً هدفه خير الحاكم أو حزبه".
وأكد عون انتماءه إلى المدرسة الثانية في السياسة، قائلاً: "أنا ابن هذه الأرض، الطالع من جذورها وترابها وعرق الجباه الكادحة، بلا عُقد ولا ادعاءات"، مضيفاً: "أنا أحتاج إليكم، كما إلى كل لبناني حر، أحتاج إلى رأيكم ومشورتكم وخبراتكم".
وأشار إلى أن القانون المعدّل للمجلس، الذي أقره المجلس النيابي، بات يُلزم الحكومة باستشارة المجلس في الشؤون الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، ويمنح هذا الحق أيضاً للمؤسسات الدستورية الأخرى، قائلاً: "لا تتنازلوا عن هذا الحق ولا تتساهلوا في أدائه".
وختم الرئيس عون بالقول: "أتعهد أن أكون معكم، أحمي واجبكم وحقكم، وأحتمي برأيكم وفكركم، لنحقق جميعاً خير أهلنا وشعبنا، خير الإنسان في وطن الإنسان، لبنان".