مصر

تصدرت الترند بعد تصريحات ترامب... 2000 سنة تحكي تفاصيل قناة السويس

تصدرت الترند بعد تصريحات ترامب... 2000 سنة تحكي تفاصيل قناة السويس

أثار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الجدل من خلال أحدث تعليقاته على منصته التواصلية "تروث سوشيال" فيما يتعلق بقناتي السويس وبنما، حيث طالب بالسماحِ للسفن الأميركية بالمرور مجاناً عبر قناة السويس.

وقال الرئيس الأميركي عبر منصته الاجتماعية "تروث سوشيال" إنه "يجب السماح للسفن الأميركية، العسكرية والتجارية، بالمرور بحرية عبر قناتي بنما والسويس من دون رسوم".

وتصدرت تصريحات ترامب حول قناة السويس التريند في مصر ، حيث أكد المغردون أن القناة نشات منذ أكثر من 200 عام بأيادي مصرية وبذل المصريون خلالها الدماء والأرواح من أجل خروجها للنور لتكون ممرا هاما وشريانا حيويا للتجارة العالمية

لكن ماهو تاريخ قناة السويس ومتى بدأ شقها ومتى كانت الفكرة ؟

حسب الموقع الرسمي لهيئة قناة السويس فإن المؤرخين يجمعون على أن فرعون مصر سنوسرت الثالث من الأسرة الثانية عشر قبل الميلاد، كان أول من فكر فى شق قناة تربط البحرين الأحمر والمتوسط، وذلك بهدف توطيد التجارة وتيسير المواصلات بين الشرق والغرب وما زالت آثار هذه القناة موجودة حتى اليوم في منطقة جنيفة بالقرب من مدينة السويس شرق مصر .

وتكشف الهيئة أنه فى عام 610 قبل الميلاد امتلأت هذه القناة بالأتربة وتكون فيها سد أرضي عزل البحيرات المرة عن البحر الأحمر لافتقارها إلى الصيانة فترة طويلة من الزمان، مضيفة أن الفرعون نخاو الثاني المعروف باسم نيقوس، بذل جهدا كبيرا لإعادة شق القناة، ونجح بالفعل في توصيل النيل بالبحيرات المرة ولكنه فشل في توصليها بالبحر الأحمر.

وفي 510 قبل الميلاد اهتم دارا الأول ملك الفرس بالقناة، فأعاد ربط النيل بالبحيرات المرة، غير أنه لم ينجح كسلفه في وصل البحيرات المرة بالبحر الأحمر إلا بواسطة قنوات صغيرة لم تكن صالحة للملاحة، إلا في موسم فيضان النيل فقط.

وتغلب بطاليموس الثاني فى العام 285 قبل الميلاد على كل الصعوبات التي اعترضت سبل سابقيه، فتمكن من إعادة الملاحة إلى القناة بأكملها، بعد أن نجح في حفر الجزء الواقع بين البحيرات المرة والبحر الأحمر، ليحل محل القنوات الصغيرة.

ورأى الرومان إعادة استخدام القناة للملاحة لضرورات التجارة، فحفر الإمبراطور تراجان الروماني قناة جديدة في العام 98 ميلادية، تبدأ من القاهرة عند فم الخليج، وتنتهي في العباسة، حيث تتصل بالفرع القديم عند الزقازيق بمحافظة الشرقية.

وفي عهد البيزنطيين وتحديدا في العام 400 الميلادي دب الإهمال من جديد في القناة، فتراكم التراب فيها، حتى أصبحت غير صالحة للملاحة.

وفي عام 641 ميلادية أعاد عمرو بن العاص الملاحة إلى القناة، وأطلق عليها اسم قناة أمير المؤمنين، و خطر له أن يشق قناة مباشرة بين البحرين الأبيض والأحمر ، ولكن الخليفة عمر بن الخطاب طالب منه التوقف، اعتقادا منه بأن شق مثل هذه القناة قد يعرض مصر كلها للغرق من مياه البحر الأحمر .

وفي عام 1820 أمر حاكم مصر وقتها محمد علي بإصلاح جزء من القناة لرى المنطقة الواقعة بين العباسة والقصاصين بمنطقة الإسماعيلية.

لكن التاريخ الفعلى لقناة السويس بدأ من فرمان الامتياز الأول في العام 1854، وما تلاه من فرمانات وصولا إلى عملية الحفر التى بدأت في 25 أبريل 1859 حيث ضُربت الفأس الأولى في أعمال قناة السويس في مدينة بورسعيد بمشاركة 20 ألف من العمال المصريين وصولاً إلى انتهاء أعمال الحفر في 18 أغسطس من العام 1869 والتي توجت بحفل الإفتتاح في 17 نوفمبرمن العام 1869.

وأعلن عن افتتاح القناة في حفل أسطوري بحضور ستة آلاف مدعو فى مقدمتهم الإمبراطورة اوجينى زوجة إمبراطور فرنسا نابليون الثالث، وإمبراطور النمسا، وملك المجر، وولى عهد بروسيا، وشقيق ملك هولندا، والأمير توفيق ولى عهد مصر.

وعبرت القناة في ذلك اليوم وهو 17 نوفمبر من العام 1869السفينة "ايغيل" وعلى متنها كبار المدعوين تتبعها 77 سفينة منها 50 سفينة حربية وأقيمت بهذه المناسبة احتفالات ومهرجانات خيالية، أنفق فيها الخديوي اسماعيل حاكم مصر مبالغ باهظة.

وبعد 87 عاما أعلن الرئيس جمال عبدالناصر فى خطابه فى مدينة الإسكندرية فى 26 يوليو 1956 قرار تأميم قناة السويس وتعويض المساهمين وحملة حصص التأسيس عما يملكون من أسهم وحصص بقيمتها، مع التزام الحكومة المصرية بسداد هذا التعويض بعد إتمام استلام الدولة لجميع أموال وممتلكات الشركة المؤممة.

وبالفعل أوفت الدولة المصرية بكافة التزاماتها، وفي الأول من يناير من العام 1963 كانت قد سددت التعويضات التي بلغت 28 مليون جنيه.

بعد عودة الملاحة في القناة عقب العدوان الثلاثي في عام 1956 بدأت الهيئة اعتباراً من أول يناير من العام 1958 فى تنفيذ المرحلة الأولى من مشروع زيادة القطاع المائي لها من 1250 متراً مربعاً إلى 1800 متر مربع، وزيادة الغاطس المسموح به للسفن العابرة من 35 قدماً إلى 37 قدماً.

وفي 1962 احتفلت هيئة القناة بعبور السفينة رقم 100 ألف في قناة السويس منذ أن أممها الرئيس جمال عبدالناصر.

وتوقفت الملاحة فى القناة بسبب حرب يونيو من العام 1967 واستمر الوضع كذلك حتى أعلن الرئيس الراحل أنور السادات في خطابه في مجلس الشعب في 29 مارس من العام 1975 إعادة افتتاح قناة السويس.

واستمرت الإدارة المصرية بعد ذلك فى مشروعات التطوير حتى بلغت حمولة السفينة المسموح بعبورها 210 ألف طن بكامل حمولتها، ووصل الغاطس إلى 62 قدمًا ومساحة القطاع المائى إلى 4800 متر مربع وطول القناة إلى 191.80 كيلو متر وذلك فى عام 2001.

وفي العام 2015 افتتحت السلطات المصرية قناة السويس الجديدة والتي هدفت لتوسيع المجري الملاحي وتقليل زمن العبور واستيعاب أكبر عدد ممكن من السفن، و توسيع وتعميق تفريعات البحيرات الكبرى بطول إجمالى 37 كيلو متر وإجمالى أطوال المشروع 72 كيلو متر .

يقرأون الآن