دولي اليمن

أرقام مرعبة لمنظمات الأمم المتحدة فيما يتعلق بالازمة الإنسانية في اليمن

حذر المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، أن 2.3 مليون طفل في اليمن معرضون للمجاعة بحسب التوقعات القائمة.

أرقام مرعبة لمنظمات الأمم المتحدة فيما يتعلق بالازمة الإنسانية في اليمن

وأوضح دوجاريك خلال مؤتمر صحفي إن خطة المساعدات الإنسانية لليمن ممولة بشكل غير كاف، ولم يتم الحصول في العام 2020 إلا على مبلغ قدره 1.9 مليار دولار من الميزانية المطلوبة التي تبلغ 3.4 مليار دولار".

ووفقا للأمم المتحدة، فإن اليمنيين يشهدون أسوأ أزمة إنسانية في العالم، حيث إن ما يقرب من 80 بالمئة من إجمالي السكان -أي 24.1 مليون إنسان- بحاجة إلى نوع من أنواع المساعدات الإنسانية.

وكانت أربع وكالات تابعة للأمم المتحدة حذرت اليوم أنه من المتوقع أن يعاني ما يقرب من 2,3 مليون طفل دون الخامسة في اليمن من سوء التغذية الحاد عام 2021. كما من المتوقع أن يعاني 400,000 طفل منهم من سوء التغذية الحاد الوخيم مع إمكانية تعرضهم للوفاة في حال عدم حصولهم على العلاج بصورة عاجلة.

تشير الأرقام الجديدة، والواردة في التقرير الأخير بشأن سوء التغذية الحاد للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي الصادر اليوم عن منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) وصندوق الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) وبرنامج الأغذية العالمي ومنظمة الصحة العالمية وشركاءهم، إلى وجود ارتفاع في معدلات سوء التغذية الحاد والحاد الوخيم بمقدار 16٪ وَ 22٪ على التوالي بين الأطفال تحت سن الخامسة عن العام 2020.

كما حذرت وكالات الأمم المتحدة من أن هذه الأرقام كانت من بين أعلى معدلات سوء التغذية الحاد الوخيم المسجلة في اليمن منذ تصاعد النزاع عام 2015.

ووضحت المديرة التنفيذية لليونيسف، السيدة هنرييتا فور: إن تزايد عدد الأطفال الذين يعانون من الجوع في اليمن يجب أن يدفعنا جميعا للتحرك.

وأكدت فور أنه سيموت المزيد من الأطفال مع كل يوم ينقضي دون القيام بالعمل اللازم في إشارة إلى حاجةالمنظمات الإنسانية للحصول على موارد عاجلة يمكن توقعها مع إمكانية الوصول دون عوائق للمجتمعات المحلية في الميدان كي تتمكن من إنقاذ حياة الناس.

وقال المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، السيد شو دونيو: "وجدت الأسر اليمنية نفسها في براثن النزاع منذ أمد طويل، ولم تؤد المخاطر التي ظهرت مؤخرا مثل فيروس كورونا إلا إلى تفاقم محنتهم بشكل قاس.

ونوه دونيو إلى أنه ما لم يتحقق الأمن والاستقرار في جميع أنحاء البلاد وتتحسن سبل الوصول إلى المزارعين كي يتم تزويدهم بالوسائل اللازمة لاستئناف زراعة ما يكفي من الأغذية المفيدة، فسيستمر أطفال اليمن وعائلاتهم في الغرق في مستويات أعمق من الجوع وسوء التغذية ".

واعتبر المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي، السيد ديفيد بيزلي هذه الأرقام تمثل استغاثة أخرى من اليمن طلبا للمساعدة حيث أن كل طفل يعاني من سوء التغذية يعني أيضا وجود أسرة تكافح من أجل البقاء على قيد الحياة.

وأكد بيزلي أن الأزمة في اليمن هي عبارة عن مزيج فتّاك من النزاع والانهيار الاقتصادي والنقص الحاد في التمويل اللازم لتقديم المساعدة المنقذة للحياة والتي هناك حاجة ماسة إليها مشيرا إلى أن حل الجوع، وهو توفر الطعام وتوقف العنف. إذا تحركنا الآن، فلا يزال هناك وقت لإنهاء معاناة أطفال اليمن.

وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس: "تعد الأمراض وسوء البيئة الصحية من العوامل الرئيسية المسببة لسوء التغذية لدى الأطفال. وفي الوقت ذاته، فإن الأطفال المصابين بسوء التغذية يعدون أكثر عرضة للإصابة بالأمراض كالإسهال والتهابات الجهاز التنفسي والملاريا، والتي تشكل مصدر قلق بالغ في اليمن، من جملة أمور أخرى. إنها حلقة مفرغة وفتاكة في كثير من الأحيان لكن يمكن من خلال القيام بتدخلات متدنية الكلفة وبسيطة نسبيا إنقاذ العديد من الأرواح".

وتزداد معدلات الإصابة بسوء التغذية الحاد بين الأطفال الصغار والأمهات في اليمن مع انقضاء كل عام من أعوام النزاع في حين شهد العام 2020 تدهورا كبيرا بسبب ارتفاع معدلات الإصابة بالأمراض كالإسهال والتهابات الجهاز التنفسي والكوليرا وارتفاع معدلات انعدام الأمن الغذائي. ومن بين المحافظات الأكثر تضررا عدن والضالع وحجة والحديدة ولحج وتعز ومدينة صنعاء، والتي تمثل أكثر من نصف حالات سوء التغذية الحاد المتوقعة عام 2021.

تعد اليمن اليوم واحدة من أكثر الأماكن خطورة في العالم يمكن أن ينشأ فيها الأطفال، حيث تعاني البلاد من ارتفاع معدلات الأمراض المعدية، ومحدودية فرص الحصول على خدمات التحصين الروتينية والخدمات الصحية للأطفال والأسر، والممارسات الغير سليمة لتغذية الرضع والأطفال الصغار، وقصور أنظمة الصرف الصحي والإصحاح البيئي.

وفي الوقت ذاته، يواجه نظام الرعاية الصحية الهش أصلا الآثار الجانبية لفيروس كورونا والذي استنزف الموارد الشحيحة وأسفر عن انخفاض أعداد المرضى الذين يلتمسون الحصول على الرعاية الطبية.

إن الحالة المتردية للأطفال والأمهات في اليمن تعني بأن تعثر الخدمات الإنسانية - من الصحة إلى المياه والصرف الصحي والإصحاح البيئي والتغذية والمساعدات الغذائية ودعم سبل العيش - قد يسفر عن تدهور وضعهم التغذوي.

ولا تزال الاستجابة الإنسانية تعاني من نقص حاد في التمويل حيث حصلت خطة الاستجابة الإنسانية عام 2020 على 1,9 مليار دولار أمريكي من أصل الاحتياجات اللازمة والمقدرة بمبلغ 3,4 مليار دولار أمريكي.

وردنا

يقرأون الآن