لم يحمل عام 2022 بارقة أمل لأهالي ضحايا انفجار مرفأ بيروت، فالتحقيق بقي معطّلاً ومعه العدالة لمئات الضحايا والجرحى، كما للموقوفين في هذه القضية الذين لا إمكانية للبت في ملفاتهم قبل إعادة المحقق العدلي الى مكتبه.
تراجع الاهتمام الدولي في القضية كما الاهتمام الداخلي، فكانت الذكرى هذا العام أقلّ زخماً من العام 2021 والتحضيرات الكبيرة التي رافقتها كما القداس الذي ترأسه البطريرك مار بشارة بطرس الراعي. ورغم الفوز المهم الذي حققته الثورة في الانتخابات، لم يحضر جميع نواب التغيير الى المسيرة من أمام المرفأ الى وسط بيروت.
وحدهم الأهالي حافظوا على الوقفة الشهرية في الرابع من كل شهر لرفع الصوت والتأكيد على ضرورة إحقاق العدالة وحماية المحقق العدلي. وقد قاموا بأكثر من خطوة في هذا الاتجاه لا سيما الرسالة التي رفعوها الى الأمم المتحدة للمطالبة بإرسال لجنة تقصي حقائق دولية، والمؤتمر الذي دعي اليه كل النواب والذي أسفر عن تقديم 6 اقتراحات قوانين ضرورية لحماية التحقيق ومسار القضية.
ويليام نون شقيق الشهيد جون نون استذكر قضية انفجار المرفأ طوال العام المنصرم، معتبراً أن "الخيبات للأسف كانت أكبر من الايجابيات، حيث استطاعوا بذكاء وتحايل على القانون وقف التحقيق لأكثر من سنة".
ورأى نون، في حديث لموقع mtv، أن "الحل سيأتي إما بالتشريع في مجلس النواب من خلال إقرار إقتراحات القوانين المقدمة حول قضية المرفأ، وإما من مجلس القضاء الأعلى الذي يعاني من مشكلة في داخله"، مضيفاً "التحقيق معطّل من كل الجهات، لكن يبقى هناك بوادر حلّ وإن استغرق الأمر وقتاً أطول، ونحن نمارس ضغطاً كبيراً في هذا الاتجاه".
وعن الرسالة الى الأمم المتحدة، كشف نون أنها وصلت الى الأمم المتحدة حيث تجري مناقشة تشكيل لجنة تقصي حقائق دولية، مستطرداً: "في إيران شكّلوا لجنة تحقيق خلال شهرين بعد بدء الاحتجاجات، فيما نحن منذ عام ونصف نطالب بها ولم نحصل عليها"، ملمّحاً الى وجود جو دولي رافض لتشكيل هذه اللجنة، حيث وصلت معلومات الى الأهالي تفيد بأن الفرنسيين يعملون ضد هذه اللجنة ولا يريدون تشكيلها، وإلا لكانت أبصرت النور.
وعمّا سيحمله العام 2023 من تطورات في القضية، قال نون: "المطلب الأساسي في العام المقبل هو إعادة العمل بالتحقيق عبر مجلس القضاء أو مجلس النواب أو لجنة تقصي حقائق"، مشيراً الى أن "القاضي سهيل عبود يستطيع اتخاذ قرار بأن القضاة بالانابة بإمكانهم البتّ في طلبات المخاصمة، وهذا الأمر كاف لاعادة استكمال التحقيق"، مؤكداً أن تعيين القاضي الرديف لن يمرّ، متوقعاً أن يعود القاضي طارق البيطار لاستلام الملف العام المقبل.
ورداً على سؤال حول مدى تأثير رئيس الجمهورية الجديد على ملف المرفأ، قال نون: "إذا كان الرئيس الجديد من فريق 8 أذار سيزيد الضغط على التحقيق وسيقدم على عزل القاضي عبود والضغط لتعيين قاض مقرّب من هذا الفريق وهذا الأمر نحن ضده"، مضيفاً "بينما الرئيس الوطني يؤمّن جو حماية لتحقيق المرفأ ويعطيه الأولوية، وتفاصيل كثيرة قادر الرئيس على التأثير فيها".
آمال كبيرة يعقدها الأهالي على عودة التحقيق ليسلك مساره الطبيعي والوصول الى الحقيقة، وحتى ذلك الحين يبدو إصرارهم أقوى من كل محاولات التيئيس، وربما تكون قصة الحب التي وُلدت بين ويليام نون وماريا فارس شقيقة الشهيدة سحر فارس وإعلان خطوبتهما، خير مثال على أن إرادة الحياة أقوى من كل الحزن والحق سينتصر وإن ظهر متأخراً.
نادر حجاز - موقع mtv