الأحداث الطائفية الخطيرة التي شهدتها سوريا الأسبوع الماضي، انتقلت بصورة مختلفة الى بعض مناطق الجبل في لبنان، حيث عمد عدد من الملثمين والذين تردد بانهم من أنصار رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب على نشر الذعر بين المواطنين في منطقة عاليه وجوارها.
وقبل الدخول في تفاصيل ما جرى في عاليه نشير الى الحادث المؤسف الذي تعرض له الشيخ حسين حمزة إمام مسجد الشبانية، حيث اعترض طريقه عدد من الشبان وحطموا سيارته أثناء مروره مع عائلته على طريق الشبانية.
الحادث أثار ردود فعل واسعة حيث أعلنت مشيخة عقل الدروز استنكارها ورفضها لأي ممارسات تسيء للعيش المشترك مطالبة بمحاسبة الفاعلين. كما أُجريت اتصالات تهدئة شملت دار الفتوى ووليد جنبلاط لاحتواء التوتر ووأد الفتنة.
وبالعودة الى منطقة عاليه فقد تعرّضت عائلة شحادة البيروتية السنية، والتي تقطن في عاليه منذ أكثر من ثلاثين عامًا، لاعتداء همجي بربري على خلفية طائفية بعدما رُصدت الأم ترتدي الحجاب داخل سيارة العائلة مع زوجها واطفالها القصر. أفراد العائلة الذين لم يعرفوا يومًا التفرقة في هذه البلدة، باتوا اليوم ضحايا حقد أعمى لا يفرّق بين سوري ولبناني، مسلم أو مسيحي او درزي، جار أو غريب.
المعتدون، الذين عرف منهم أدهم جابر ونجله سامر جابر وآخرين، اعترضوا السيارة العائلية في وضح النهار بالقرب من السراي، وانهالوا على الأب والأم وأطفالهما القاصرين بالضرب المبرح. الشتائم لم توفر أحدًا: الإسلام، الحجاب، السوريون، السنّة... الجميع كانوا هدفًا لخطاب كراهية لا يرحم. السيارة حُطّمت، والأطفال ذُعروا، والأم نُقلت إلى المستشفى بكدمات في وجهها وذراعها.
هذه التطورات حصلت بعد توصل الاطراف في سوريا الى اتفاق على وأد الفتنة ورفض كل أنواع العنف والاحتكام الى الشرعية التي تحمي الجميع.