في قلب بيروت، وتحديدًا في الكنيسة الإنجيلية الأرمينية الأولى، أضاءت ليلة الثاني من أيار كأيقونة فنية راسخة في الذاكرة. بدعوة من رئيسة المعهد الوطني العالي للموسيقى، المؤلفة الموسيقية هبة القواس، مع الأوركسترا الفلهارمونية الوطنية اللبنانية، قدمت الأمسية التي نقلت الحضور في رحلة موسيقية استثنائية. قاد الأوركسترا المايسترو ماسيميليانو ماتيسيك، الذي حول صمت القاعة إلى سمفونية من المشاعر المتدفقة، محققًا تناغمًا بين آلات الأوركسترا والعازفين المنفردين.
المايسترو ماتيسيك، القادم من إيطاليا، يمتلك خبرة موسيقية واسعة، حيث اكتسب شهرة كبيرة في المجال الكلاسيكي وعزف على أرفع المنصات العالمية. وأدى مع العازفين المنفردين، ريبال ملاعب على الفيولا وتانيا سونك- ملاعب على الكمان، عرضًا موسيقيًا رائعًا، تميز بمزيج من عبقرية موزارت والعزف المتقن الذي أضفى على الأمسية أبعادًا فنية عميقة.
في بداية الحفل، رحبت د. هبة القواس بالحضور، مشيرة إلى أن هذه الأمسية تمثل أكثر من مجرد عرض موسيقي، بل هي إعلان وجود ثقافي لبناني في عالم يتشكل من جديد. وأكدت أن الموسيقى تتجاوز الحدود، فهي أداة مقاومة وجمال، وأن ما قدمه العازفون هو تعبير عن الإرث الثقافي اللبناني.
برنامج الأمسية شمل قسمين مميزين، الأول كان سمفونية كونشرتو للكمان والفيولا للمؤلف موزارت، حيث تألق العازفون المنفردون في أداءٍ موسيقي ساحر. أما في القسم الثاني، فقد كانت هناك رحلة موسيقية مع المؤلف اللبناني جمال أبو الحسن، الذي قدم أعمالًا مميزة تعكس تأثره بالثقافة اللبنانية، حيث تم عرض "Overture 2025" و"آمال جديدة" مع تفاعل صوت الراوي جهاد الأطرش الذي أضاف بُعدًا آخر للعمل.
في ختام الأمسية، غادر الحضور الكنيسة وهم يحملون في قلوبهم شعورًا بالفرح والقوة، بعد تجربة موسيقية تجاوزت حدود الفن، لتصبح رسالة أمل ثقافي وموسيقي.
