يواصل أصحاب الربط والحل في السلطة السياسة تفقير اللبنانيين وتجويعهم وهدم كل مقومات صمودهم في مواجهة تداعيات الأزمة، حتى أضحى "الوطن في خطر والشعب يتلقى الضربات" وفق ما حذر البطريرك الماروني بشارة الراعي أمس، في معرض تنديده باستمرار تعطيل الاستحقاق الرئاسي بما يشكله من مدخل ومعبر إلزامي لحلحلة سائر الأزمات التي تعصف بالبلد، مبدياً في هذا المجال رفض بكركي مواصلة "الأخذ والرد" و"الطريقة الخطأ" التي تنتهجها الكتل النيابية في عملية انتخاب الرئيس.
وتزامناً، سُجّل أمس أعنف هجوم من رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع على "محور الممانعة" المعرقل للانتخابات الرئاسية، واصفاً تعطيل هذا المحور لانتخاب رئيس الجمهورية بأنه "عمل في غاية الحقارة يضرب الديمقراطية والوطنية ولبنان"، لكنه شدد في الوقت عينه على أنّ ما يحصل اليوم في الاستحقاق الرئاسي "ليس بسبب جبروت محور الممانعة إنّما بسبب ضعف من كان يجب عليهم تحمّل مسؤولياتهم ويرفضون القيام بذلك"، وأضاف: "جلّ ما في الأمر أنّنا بحاجة الى أشخاص يتحمّلون مسؤوليتهم، وعلى المواطنين الذين يكتوون يومياً بنار الأزمة أن يطلبوا من النائب الذي اقترعوا له بصفته صاحب الوكالة النيابيّة، التصويت في الانتخابات الرئاسيّة لرئيس جدّي يعيد الحق الطبيعي الى موقع رئاسة الجمهوريّة"، مع الإشارة إلى أنّ "الفريق الآخر يقوم بشلّ انتخابات الرئاسة لأنه يريد رئيساً يكون في خدمته، رئيساً له وليس رئيساً للبنانيين، وهذا ما يقصده عندما يقول نريد رئيساً "منرتحلو"، في حين أنّ ما نريده هو إراحة البلاد وليس إراحة هذا الفريق".
أما على مقلب الفريق الآخر، فبرزت مساءً إطلالة للرئيس السابق للجمهورية ميشال عون عبر شاشة "أو تي في" جدد خلالها التصويب على رئيس مجلس النواب نبيه بري بوصفه المسؤول الأول عن حماية الفساد في الجمهورية، فأكد أنّ "بري وأتباعه" عرقلوا عهده ومنعوه من الإصلاح، مستعرضاً قائمة من "18 بنداً" قال إن من عرقل إنجازها هو "رئيس المجلس النيابي الذي حكم محل القضاء واعتدى على أنظمة الحكم متجاوزاً صلاحياته التشريعية".
وفي المقابل، حرص عون على التزام الصمت إزاء أي سؤال يتعلق بالعلاقة مع "حزب الله"، واكتفى بالإشارة إلى أنّ "جلسة المصارحة مع الحزب لازم تصير مع جبران" باسيل، كاشفاً على العلن للمرة الأولى أنّ تفاهم مار مخايل "جبران عملو" مع "حزب الله"، واليوم يريد تعديله وتطويره "وأنا أؤيده في ذلك".
نداء الوطن