كادت كارثة جوية أن تقع في مطار نيوارك الدولي بولاية نيوجيرسي الأمريكية، بعد انقطاع مفاجئ للرادار أدى إلى فقدان مراقبة الحركة الجوية مؤقتًا، تاركًا الطائرات في الأجواء دون توجيه، ومراقبي الحركة الجوية في الظلام.
وقع الحادث في الساعة 3:55 صباحًا يوم الجمعة، حيث تسبب انقطاع الاتصالات بمحطة مراقبة الرادار في فيلادلفيا (TRACON) بانطفاء شاشات الرادار لمدة 90 ثانية. لحسن الحظ، كانت الحركة الجوية خفيفة في تلك الساعة، مما جنّب المطار كارثة وشيكة.
وتدير محطة «TRACON»، الواقعة على بُعد 90 ميلاً من مطار فيلادلفيا الدولي، عمليات الطيران لمطار نيوارك وعدة مطارات محلية أخرى. وتزامن الحادث مع موجة من الإلغاءات والتأخيرات، حيث أشار موقع «Flightaware» إلى تسجيل 125 إلغاءً و292 تأخيرًا حتى ظهر الجمعة.
هذا الحادث هو الثاني من نوعه خلال أسبوعين، بعد انقطاع مماثل حدث في 28 أبريل، أدى إلى تعتيم شاشات برج المراقبة لنحو دقيقة ونصف، ما أثار مخاوف جدية بشأن موثوقية البنية التحتية التكنولوجية في أحد أكثر المطارات ازدحامًا في البلاد.
وفي تطور لافت، استقال أكثر من 20% من مراقبي الحركة الجوية في «نيوارك» بعد الحادث الأول، مستخدمين ما يعرف بـ«إجازات من الصدمة» التي يضمنها لهم قانون تعويض الموظفين الفيدراليين. وتسبب هذا النقص الحاد في تفاقم أزمة الرحلات الجوية، وفقا لـ«ديلي ميل».
الرئيس التنفيذي لشركة «يونايتد إيرلاينز» سكوت كيربي اتهم إدارة الطيران الفيدرالية بالتقاعس، مشيرًا إلى أن غياب الموظفين أدى إلى مزيد من الاضطرابات في حركة الطيران. وقال: «كان من المعروف أن المنشأة تعاني من نقص مزمن في الموظفين، والآن الوضع خرج عن السيطرة».
عضو الكونغرس عن ولاية نيوجيرسي جوش غوثيمر أكد خلال مؤتمر صحفي أن منطقة نيويورك-نيوجيرسي تعاني نقصًا حادًا في مراقبي الحركة الجوية، حيث يوجد فقط 22 مراقبًا بدلاً من العدد المطلوب والذي يتراوح بين 60 و70.
وفي محاولة لاستعادة الثقة، أعلن وزير النقل الأمريكي شون دافي عن خطة شاملة لإصلاح نظام مراقبة الحركة الجوية، مشيرًا إلى أن هناك «ثغرات بدأنا نرصدها»، وأن الحكومة تعمل بسرعة لإصلاح الوضع قبل وقوع مأساة فعلية.
قال دافي: «نحن نتحرك لإنقاذ الأرواح، وسنُعيد بناء نظام جديد يضمن سلامة الملاحة الجوية للأمة بأكملها».