لبنان

بعد زيارة الحزب لبكركي.. هل من تسوية؟

بعد زيارة الحزب لبكركي.. هل من تسوية؟

بعد زيارة رئيس المجلس السياسي لـ"حزب الله" على رأس وفد البارحة إلى البطريركيّة المارونيّة، تعود البروباغندا إلى تسويق أن ثمّة تسوية قيد الإعداد، وهي تُسقِط التباينات بين سيّد بكركي والمحور الذي يمثّله "حزب الله" وحلفاؤه، وكأنّ ثمّة من يريد إيهام الرأي العامّ اللّبنانيّ والعربيّ والدّوليّ بأنّ التفافاً واحتواءً للمواقف الوطنيّة الثّابتة للبطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي.

وفي هذا السّياق، تشير مصادر مطّلعة على ديناميّة مواقف البطريرك الرّاعي لـ" المركزية" أن "لا تنازل عن مبادرة الحياد النّاشط والدّعوة إلى تدويل القضيّة اللّبنانيّة، وهاتان مسألتان بنيويّتان استراتيجيّاً في مسار إنقاذ لبنان من براثن القوى التي تنقضّ على هويّته واختباره التّاريخيّ، وبالتّالي تجاوز البُعد البروتوكوليّ المحدود لزيارة وفد حزب الله ليس سوى من قبيل التّمنيّات".

اذاً لماذا رغم التباين الاستراتيجيّ تمّ استقبال وفد حزب الله؟ تقول المصادر: "البطريركيّة المارونيّة لا تُقفِل أبوابها أمام أي طرف فاعل لكنّ هذا لا يعني أبداً أنّ ثمّة لفلفة لما يقوم به هذا الطرف أو ذاك من انقضاض على الدّستور اللّبنانيّ، والديمقراطيّة، وحصر السّلاح بأيدي القوى العسكريّة والأمنيّة الشّرعيّة وحدها، وزجّ لبنان بصراعات ومحاور لا علاقة له بها، وعزله عن الشّرعيّة العربيّة والدّوليّة، وتورّطه في تعميم الفساد وعلى رأسه استباحة المرافق البريّة والبحريّة والجويّة، وعرقلة التحقيق في جريمة تفجير مرفأ بيروت. الحوار مرحّب به لكن ضمن الثّوابت الوطنيّة، وبكركي مؤتمنة على هذه الثّوابت، ولا تقوم بدور سياسيّ".

وفي ما يُعنى بتدويل القضيّة اللّبنانيّة، تجزم المصادر المطّلعة على ديناميّة مواقف البطريرك الرّاعي بأنّ هذا "المسار سلك طريقه على أكثر من مستوى، وهو قيد الحوار حتّى مع الاغتراب اللّبنانيّ في كل عواصم القرار، وهدفه تحقيق حدّ أدنى من التّوازن في ميزان القوى المختلّ ذات التّعادل السّلبي في ديناميّة المواجهة بين القوى السياديّة ومحور الممانعة، وبالتّالي الهدف هو خدمة الشّعب اللّبنانيّ حتّى أولئك الذين ضلّ منهم الطّريق السويّ".

وإذ تعتبر المصادر عينها أنّ الأجدى بمن "يدعو إلى الحوار تطبيق الدّستور"، تدعو هؤلاء إلى "الاعتبار من التّاريخ. فلبنان أكبر من أن يُطوّع، أو يُبتلع، أو يسخّر لأجندات غير لبنانيّة، ومن يشعر بفائض القوّة سيَعي أنّ هذا الفائض مرحليّ، ولبنان القضيّة الحضاريّة سينتصر".  

المركزية

يقرأون الآن