قال وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، اليوم الجمعة، إن طهران لم تتلق أي مقترحات مكتوبة من الولايات المتحدة بشأن اتفاق نووي محتمل، وذلك بعد ساعات قليلة من إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن إيران تلقت اقتراحاً من هذا القبيل.
وأضاف عراقجي على منصة "إكس" أن إيران لم تتسلم أي مقترحات "سواء بشكل مباشر أو غير مباشر".
وتابع: "في نفس الوقت، الرسائل التي تصل إلينا، وتصل العالم، لا تزال مربكة ومتضاربة. ومع ذلك، تبقى إيران مصمّمة وواضحة في موقفها: احترموا حقوقنا، وارفعوا عقوباتكم، وسنصل إلى اتفاق".
وشدد على أنه "لا يوجد أي سيناريو تتخلى فيه إيران عن حقها المشروع والمكتسب في تخصيب اليورانيوم لأغراض سلمية، ذلك الحق الذي تكفله معاهدة عدم الانتشار النووي لجميع أعضائها".
وختم عراقجي منشوره: "نحن نرحّب دائماً بالحوار القائم على الاحترام المتبادل، ونرفض دائماً أي إملاء أو فرض".
وفي وقت سابق من اليوم كان وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو قد قال إن إيران باتت "على أعتاب امتلاك سلاح نووي"، مشدداً على أن واشنطن لن تسمح بحصول هذا الأمر.
وقال روبيو في حديث لقناة "فوكس نيوز" إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب "جعل التوصل لاتفاق مع إيران أولوية قبل اختيار مسار آخر"، إلا أنه شدد على أن "عرض ترامب لإيران من أجل التوصل لاتفاق لن يستمر بلا نهاية".
وأعرب وزير الخارجية الأميركي عن أمله بأن يختار المرشد الإيراني علي خامنئي "طريق السلام وليس الدمار".
من جهته كان ترامب قد ألمح أمس الخميس إلى قرب التوصل لاتفاق مع إيران حيال برنامجها النووي، حيث قال خلال مؤتمر صحافي في قطر: "أعتقد أننا نقترب ربما من إبرام اتفاق دون الحاجة للقيام بذلك" في إشارة إلى عمل عسكري محتمل.
وبدأت واشنطن وطهران في أبريل (نيسان) مباحثات تهدف للتوصل إلى اتفاق جديد بشأن برنامج إيران النووي، بعدما لوّح ترامب باحتمال اللجوء الى الخيار العسكري في حال فشل المفاوضات.
وقال مسؤولون إن الجولة الأحدث بين المفاوضين الإيرانيين والأميركيين لحل الخلافات حول برنامج طهران النووي انتهت في سلطنة عمان يوم الأحد مع توقع إجراء مفاوضات أخرى مع إعلان طهران الإصرار على مواصلة تخصيب اليورانيوم.
ونقل موقع "أكسيوس" عن مسؤول أميركي ومصدرين آخرين مطلعين قولهم إن إدارة ترامب قدمت لإيران مقترحاً للتوصل إلى اتفاق نووي في الجولة الرابعة من المفاوضات يوم الأحد.
ورغم حديث إيران والولايات المتحدة عن تفضيلهما للدبلوماسية لحل النزاع النووي المستمر منذ عقود، فهما لا تزالان منقسمتين بشدة بشأن عدة قضايا سيتعين على المفاوضين تجاوزها للتوصل إلى اتفاق نووي جديد وتجنب أي عمل عسكري في المستقبل.