يستعيد لبنان هذا الاسبوع نشاطه السياسي والقضائي، بعد نحو ٣ اسابيع من العطل المرتبطة بالأعياد، ويُتوقع ان يشهد الملف الرئاسي متغيرات على أكثر من صعيد، ان كان يوم غد الثلاثاء، حيث من المتوقع ان يتبنى «التيار الوطني الحر» أحد الأسماء ليخوض بها المرحلة الجديدة بعد خلافه مع حزب الله وقراره التخلي عن التصويت بورقة بيضاء، او يوم الخميس الذي تشير المعطيات انه سيشهد جلسة انتخاب سيكون رقمها ١١، من المرجح ان يدعو اليها رئيس المجلس النيابي نبيه بري خلال ساعات.
تعثر الخطة «ب»
صحيح ان المياه الراكدة في الملف الرئاسي ستتحرك هذا الاسبوع، لكن ذلك لا يعني انه سيكون هناك خروقات كبيرة تؤدي الى حل، بحيث تؤشر المعلومات الى امكان اتجاه الملف الى مزيد من التعقيدات، بخاصة في ظل تعثر الخطة «ب» لقوى المعارضة، والتي كان يفترض ان تنتقل لاعتمادها نهاية الشهر الحالي.
وتشير مصادر مطلعة على الملف"الديار" الى ان معراب لم تستطع اقناع النواب السنّة القريبين من الجو «السيادي»، كما نواب «التغيير» القريبين من هذا الجو، باعتماد اسم جديد بديل عن النائب ميشال معوض يصوتون جميعا له، فيرفعون عدد الاصوات التي سينالها المرشح ليلامس الـ٥٠ او الـ٦٠ صوتا، ما يؤدي الى احراج الفريق الآخر.
وتوضح المصادر ان «هناك قيادات في «القوات» و»الكتائب» تتساءل «عن جدوى الانتقال لتبني اسم جديد غير معوض، اذا لم تكن نتائجه مماثلة لنتائج معوض، وبخاصة انهم في موقع افضل بكثير من الفريق الآخر، ولديهم مرشح معروف يصوتون له، وبالتالي مَن يفترض ان يقلق ويبحث عن خيارات تخفف من احراجه هو حزب الله وحلفاؤه».
ولا يبدو ان «الثنائي الشيعي» بصدد التخلي قريبا عن خيار الورقة البيضاء، وهو لا يزال مقتنعا بأن لا مخرج للازمة، الا من خلال تسوية داخلية في ظل عدم اكتراث الخارج للوضع اللبناني. وقد عبّر المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب النائب علي حسن خليل يوم أمس عن ذلك بوضوح، عندما تحدث عن «بعض الرؤوس الحامية التي تصر على رفض وممانعة اي محاولة للحل الداخلي».
وبحسب المعلومات، «فان الانتقال للتصويت لرئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية دونه عوائق كثيرة، ابرزها عدم ضمان ايصاله الى قصر بعبدا، ولا يريد حزب الله خوض معركة يرجح ان تكون فاشلة بغياب الغطاء المسيحي اللازم لانتخاب فرنجية. وتضيف المعلومات ان كل المحاولات التي بذلت لاقناع باسيل بذلك باءت بالفشل، كما ان تلاقي حزب الله مع سمير جعجع على مرشح رئاسي واحد، يبدو من سابع المستحيلات».
تفاصيل الخطة "ب": وأوضحت مصادر “القوات” لـ"اللواء" أنّه حتى يوم أمس لا جديد على هذا صعيد الملف الرئاسي، وكل ما يحكى عن “الخطة ب” غير دقيق وهي مختلفة عن كل ما يتم تداوله، مضيفة: “مبدئياً تتبلور الامور مع نهاية هذا الشهر”. وكشفت المصادر ، عن أنّ “الخطة ب” ليست بهذه السرية المطلقة وسبق وأعلنا عناوينها أنّه إذا لم نتمكن من توفير 60 صوتاً وما فوق للنائب ميشال معوض عندها نحن ومعوض ونواب المعارضة الآخرين نبحث عن مرشح يتمتع بصفتي الإصلاح والسيادة، ويُمكن أن يحصل على نسبة الاصوات المؤهلة لإنتخابه. واذا لم نتمكن من توحيد المعارضة على مرشح آخر سنبقى متمسكين بمعوض حتى قيام الساعة، وعلى الفريق الآخر ان يعلن اسم مرشحه ويشارك في جلسة التصويت حتى يتم انتخاب رئيس. وتابعت: “حتى لو اختلفنا على مواصفات المرشح السيادي وهو أمر قائم، لكن لا بدّ من أن نلتزم بآلية الانتخابات الرئاسية وحضور الجلسات، فنختلف ونتحاور في البرلمان حتى نتفق على مرشح مقبول”.
وكشفت مصادر مطلعة لـ”الجمهورية”، انّ الاتصالات لم تحمل حتى الآن جديداً يمكن ان يُبنى عليه لإنهاء الستاتيكو القائم في المواجهة المفتوحة بين النواب مؤيّدي النائب ميشال معوض من جهة والأوراق البيض من جهة ثانية وما بينهما مجموعة الأسماء التي تتبدّل من جلسة إلى أخرى