أشار الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، إلى المفاوضات غير المباشرة بين إيران وأميركا، وأكد أنه "إذا كانت الحكومة الأميركية صادقة في ادعائها القلق من احتمال صناعة سلاح نووي في إيران، فنحن سنطمئنهم بهذا الشأن، لكن إيران لن ترضخ أبدًا للقوة. نحن لا نأخذ إذنًا من أحد لنمو وتطور شعبنا".
وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء بأن مسعود بزشكيان، قال عصر اليوم الاثنين، خلال لقائه فؤاد حسين، نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية العراقي، إن "العلاقات بين إيران والعراق ليست وليدة اليوم أو الأمس، بل تستند إلى جذور تاريخية ضاربة في القِدم تمتد لآلاف السنين". وأضاف: "الروابط القومية واللغوية والثقافية بين شعبي البلدين تشكل أساسًا لعلاقات لا تنفصم، وتُظهر عمق العلاقة بين الشعبين بشكل واضح".
وأشار رئيس الجمهورية إلى الإمكانات الواسعة للتعاون بين البلدين في مجالات متنوعة، قائلاً: "كلما استطعنا توسيع مجالات التعاون في قطاعات التجارة، والصناعة، والصحة والعلاج، والتعليم الجامعي، والعلم والتكنولوجيا، والاستثمار، فإن المصالح المشتركة والمتبادلة ستزداد حتمًا".
كما أعرب بزشكيان عن ارتياحه للعلاقات الطيبة بين محافظي المناطق الحدودية في البلدين، واعتبر هذه العلاقات أرضية مناسبة لتنمية التجارة الحدودية وتعزيز التعاون الإقليمي، مؤكداً أن "الإسراع في استكمال المشاريع المشتركة، لا سيما في مجالات النقل والسكك الحديدية، سيؤدي إلى تقوية الروابط بين إيران والعراق".
وفي جزء آخر من حديثه، تطرّق رئيس الجمهورية إلى المفاوضات غير المباشرة مع أميركا، قائلاً: "إذا كانت واشنطن صادقة في قلقها بشأن البرنامج النووي الإيراني، فإننا مستعدون لطمأنتها، لكن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لن ترضخ أبدًا للضغوط، ولن تحرم شعبها من فوائد التكنولوجيا النووية السلمية في مجالات الصحة، والعلاج، والزراعة، والصناعة. نحن لا نطلب إذنًا من أحد لتحقيق النمو والتقدم لشعبنا".
وأشار بزشكيان إلى استعداد إيران لمشاركة خبراتها وإنجازاتها مع الدول الإسلامية والدول الجارة في مختلف المجالات، خصوصاً التطبيقات النووية في الطب، والزراعة، والصناعة، مؤكداً أن "أبواب التعاون مع العراق مفتوحة في جميع المجالات، ونحن نرى في تقدم العراق تقدمًا لنا، وفي تنمية إيران تنمية للعراق".
من جانبه، أعرب فؤاد حسين، نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية العراقي، عن سعادته بهذا اللقاء، ناقلاً تحيات رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء العراقيين إلى رئيس الجمهورية والشعب الإيراني الكريم، وقال: "علاقات العراق مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية في أفضل حالاتها وتسير في منحى تصاعدي، حيث شهدت التبادلات التجارية والاقتصادية توسعاً ملحوظاً".
وقدّم حسين، الذي يرأس كذلك مجلس الوزراء الاقتصادي العراقي، تقريرًا شاملاً حول القدرات والفرص والتحديات في العلاقات الاقتصادية بين البلدين، مؤكداً حرص الحكومة العراقية على استكمال المشاريع المشتركة، خصوصاً في مجالات النقل والسكك الحديدية.
وأكد نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية العراقي على أهمية العلاقات الثقافية والجامعية بين البلدين، قائلاً: "اليوم لم تعد هناك حدود بيننا وبين إيران؛ حيث يزور ملايين الزوار من الجانبين الأماكن المقدسة في كلا البلدين سنويًا وهذه الروابط الدينية تمثل ثروة ثمينة لتعزيز التقارب بين الشعبين".