تقود السعودية توجهاً حديثاً بمسارات سياسية مميزة بفضل رؤيتها الطموحة، واستخدامها للتقنية المتقدمة، وقيادتها المنفتحة على العالم. على سبيل المثال، حقَّقت المملكة المركز الأوَّل إقليميّاً في تمويل رأس المال الجريء في قطاع التقنية، كما ارتفع حجم الاقتصاد الرقمي إلى 495 مليار ريال، أي الأكبر في المنطقة، والثانية ضمن دول مجموعة العشرين، كما أن الأصول المدارة في السوق السعودية تتجاوز تريليون ريال للمرة الأولى.
كذلك تفوقت السعوديَّة بحصولها على المرتبة الأولى بامتياز على مستوى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والمركز السادس عالميّاً في مؤشر تطوير الحكومة الإلكترونيَّة. هذه النتائج المبهرة شجعت شركة "أوراكل" العالمية على استثمار 14 مليار دولار على مدى 10 سنوات في البنية التحتية لمراكز البيانات في السعودية، لدعم سلسلة من العمليّات الحسابيَّة المعقّدة العملاقة مثل نيوم والقدية والمربع الجديد والتخطيط الحضري وغيرها من برامج صندوق الاستثمارات العامة.
أريد الإشارة هنا إلى إطلاق الرياض شركة "هيوماين"، إحدى الشركات المملوكة لصندوق الاستثمارات العامة، لتطوير وإدارة حلول وتقنيات الذكاء الاصطناعي. هكذا تُقدم الرياض أحدث تطبيقات الجيل الجديد للاكترونيات الحديثة، والبنية التحتية للحوسبة السحابية. كذلك تم تأسيس شركة "سكاي" لهذا القطاع المهم والتقنيات الناشئة الأخرى، للمساهمة في تمكين المشاريع الواعدة ولتصبح المملكة مركزًا تنافسيًا عالميًا في هذه المجالات المتقدمة. أضيف أن "سكاي" تعمل على تقديم حلول ابتكارية متنوعة في هذا المجال لمراكز الأعمال والأفراد والأجهزة ذات الأولوية في المملكة، وأقصد تحديداً المدن الذكية والطاقة والرعاية الصحية بالإضافة إلى الخدمات المالية المتفوقة لإحداث أثر ذو قيمة على مستوى العالم.
أما شركة "أرامكو السعودية"، فقد نجحت باستخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي لتقليل الانبعاثات، وتعزيز كفاءة أعمالها، وتطبيقاتها الشفافه والآمنة. لعلي أضيف أن المملكة سجَّلت استثمارات نوعيَّة بأكثر من 55 مليار ريال في مثل تلك المجالات التي تنمو بنسبة 42%، ومن ضمن الأدلة على ذلك تغطية أكثر من 3,9 ملايين منزل بشبكة الألياف الضوئيَّة. أضافة إلى ما سبق، لن تستورد المملكة الغاز المسال بعد الآن، لأنها ليست في حاجة إلى ذلك، بفضل ما تملكه من كميات هائلة من الغاز كميزة تنافسية.
آخر الكلام. أهلاً وسهلاً بشركات الإنترنت الصينية العملاقة التي تقوم بتكثيف وتوسيع استثماراتها في الذكاء الاصطناعي، بضخ 150 مليون دولار لإنشاء أول مركز بيانات لها في المملكة العربية السعودية في هذا العام. لعلنا نعمل مع الصين لتطوير مستجدات التقنيات الحديثة المشابهة، مثل الحوسبة الكمّية، والتعلم الآلي، والاستثمار في المجالات السيبرانية.