انتشرت في الأيام الماضية أخبار مفادها أن قطر أبلغت لبنان تقديمها 3000 باص إستخدمتها خلال المونديال، كهبة للمساهمة في حل أزمة النقل والمواصلات، الا أن أي تأكيد رسمي من الدوحة لم يُعلن حول حقيقة هذا الاعلان رغم تداوله بشكل كبير في لبنان.
الخبر ليس جديداً، فرئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي وخلال زيارته الأخيرة الى قطر عشية استضافتها بطولة كأس العالم، طلب هذا الأمر صراحة ويبدو أن ردّ الدوحة كان إيجابياً.
وفيما لا شيء رسمياً بعد بهذا الخصوص، السؤال الأهم هو هل لدى لبنان القدرة على تشغيل هذا العدد الكبير من الحافلات؟ وأي خطة ستعتمد في حين أن الباصات الفرنسية الخمسين لم يجر تشغيلها كلّها بعد؟
الخبير في إدارة السلامة المرورية كامل ابراهيم يُجيب عبر "الأنباء" الالكترونية بالقول: "فلننتظر ونرى خطة وزارة الأشغال لتفعيل النقل المشترك في لبنان، فالموضوع ليس بتأمين باصات فقط بل بوجود مُخطط واضح يستطيع تأمين استمرارية تشغيل هذه الباصات وتأمين الصيانة الدائمة لها، وهذا الأمر بحاجة الى قرار سياسي، وفي الوضع الراهن هذا الأمر غير متوفّر".
وأضاف ابراهيم "لدى وزير الأشغال علي حمية اهتمامٌ بملف النقل المشترك، ولكن هناك عقبات كبيرة ظهرت من خلال الباصات الفرنسية، اذ حتّى الآن تمّ تشغيل 10 باصات منها فقط"، موجهاً السؤال الى المعنيين عمّا اذا كانت قد أزيلت كل العقبات الموجودة والتي عرقلت تشغيل مُعظم الباصات الفرنسية، معتبراً أن الدولة ليس لديها القدرة لاستيعاب هذا الكم من الحافلات.
الخبر سارّ طبعاً، ولكن إذا انعكس إيجاباً على اللبنانيين وخفّف عن كاهلهم أعباء التنقلات والتكاليف الباهضة في ظل ارتفاع أسعار المحروقات، لكن الإجابة تبقى عند الجهات المعنية وتحديداً وزارة الأشغال العامة والنقل ومدى قدرة الدولة على استثمار هذه المبادرة وتوظيفها سريعاً من أجل راحة شعبها.