دولي

"أكسيوس": نتنياهو مهدد بـ"عزلة كبرى" بسبب حرب غزة

بدأ العديد من أقرب حلفاء إسرائيل الدوليين في الابتعاد علنا عن حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، في ظل استمرار العمليات العسكرية المكثفة في غزة وتنامي معاناة المدنيين في القطاع، بحسب تقرير لموقع "أكسيوس".

وأضاف الموقع: "كان لنتنياهو تفويض دولي غير مسبوق للرد على هجمات حركة حماس في 7 أكتوبر، إلا أن هذا الدعم بدأ يتراجع تدريجيا مع استمرار الحرب، حتى بات في الآونة الأخيرة تحت موجة ضغط دبلوماسي غير مسبوقة".

وخسر نتنياهو خلال الشهرين الماضيين دعم العديد من الحلفاء الغربيين – باستثناء الولايات المتحدة – بعد إنهاء وقف إطلاق النار ومنع دخول المواد الغذائية والمياه والأدوية إلى قطاع غزة.

وتصاعد الضغط الدولي أوائل مايو عندما شنت إسرائيل عملية عسكرية لإعادة احتلال غزة، ورفضت في المقابل صفقة لوقف الحرب والإفراج عن الرهائن.

في بيان مشترك صدر ، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء الكندي مارك كارني، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر: "لن نقف مكتوفي الأيدي بينما تواصل حكومة نتنياهو هذه الأفعال الفاضحة. إذا لم تتوقف إسرائيل عن هجومها العسكري وتفتح المجال للمساعدات الإنسانية، سنتخذ إجراءات ملموسة إضافية".

وردّ نتنياهو بغضب في بيان مصور، متهما القادة الثلاثة بأنهم "يخدمون مصالح حماس".

وأضاف: "يريدون من إسرائيل أن تتراجع وتقبل ببقاء جيش حماس من القتلة الجماعيين، الذين سيعيدون تكرار مذبحة 7 أكتوبر مرارا وتكرارا. إذا شكركم القتلة والمغتصبين وخاطفي الأطفال، فأنتم تقفون في الجانب الخطأ من العدالة والإنسانية والتاريخ".

بدأت مظاهر عزلة إسرائيل تتجاوز مجرد التصريحات، فقد أعلنت بريطانيا يوم الخميس تعليق مفاوضات التجارة مع إسرائيل وفرضت عقوبات جديدة على مستوطنين إسرائيليين متورطين في اعتداءات ضد الفلسطينيين.

وكانت إسبانيا، إلى جانب النرويج وأيرلندا، قد اعترفت بالدولة الفلسطينية العام الماضي.

كما دعم 17 من وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الـ27 اقتراحا هولنديا بإعادة النظر في اتفاقية التجارة والتعاون مع إسرائيل.

واتهمت الحكومة الإسرائيلية بعض القادة الأوروبيين بمعاداة السامية، وادعت أنهم يخضعون لضغوط من الأقليات المسلمة في بلدانهم.

ومع ذلك، سمحت إسرائيل مؤخرا بدخول جزئي للمساعدات إلى غزة.

خلال اجتماعات لمجلس الأمن، حذر وزير الخارجية جدعون ساعر من أن تعليق المساعدات لن يضعف حماس، بل سيدفع الحلفاء بعيدا عن إسرائيل، وهو ما تحقق فعليا بحسب مسؤول إسرائيلي رفيع قال إن القرار اتُخذ "لدوافع سياسية داخلية وكان خطأ كبيرا".

ورغم تراجع الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن دعمه العلني لخطة ترحيل جميع سكان غزة البالغ عددهم نحو مليوني شخص، أعلن نتنياهو الأسبوع الماضي أن الحرب لن تنتهي قبل تنفيذ هذه الخطة، والتي توصف بأنها "هجرة طوعية"، وهو مصطلح يُستخدم للتغطية على عملية تهجير جماعي عبر إنشاء "منطقة إنسانية" داخل غزة ثم دفع السكان لمغادرتها إلى الخارج.

ويرى مراقبون أنه إذا مضت إسرائيل قدما في تنفيذ هذا المخطط الذي يتضمن تدميرا شاملا للقطاع، فمن المرجح أن تواجه عزلة دولية غير مسبوقة.

يقرأون الآن