يبدو أن التوتر بين الملك تشارلز والأمير هاري قد يعود إلى زمن أبعد مما يدركه المتابعون الملكيون. ليس سراً أن العلاقة بين الأب ونجله الأصغر، متوترة. فمنذ تخليه عن مهماته الملكية الرئيسية وانتقاله مع عائلته الصغيرة إلى كاليفورنيا عام 2020، لم يُطلع دوق ساسكس (40 عاماً) على تطورات حالة والده الصحية، إذ علم بزيارته الأخيرة إلى المستشفى في 27 آذار/مارس من خلال وسائل الإعلام فقط، بحسب مجلة " People".
وحين زار هاري لندن في مطلع نيسان/أبريل لحضور جلسة استماع في المحكمة الملكية للعدل، على بُعد أقل من أربع كيلومترات من قصر باكنغهام، لم يلتقِ والده.
لكن بحسب تصريحات الأميرة ديانا لمؤلف سيرتها أندرو مورتون، تبين أن الملك تشارلز كان غير راض عن ابنه الأصغر منذ الولادة، إذ إنه كان يتمنى أن يُرزق بنتاً، بعد الأمير ويليام.
وجاء في كتاب مورتون الشهير "ديانا: قصتها الحقيقية بكلماتها" على لسان الأميرة الراحلة: "كنت أعلم أن هاري سيكون صبياً لأنني رأيت ذلك في الأشعة. تشارلز كان يريد فتاة. أراد ولدين، لكنه أراد أن تكون الثانية فتاة. وعندما علمت أنه صبي، لم أخبره".
وعندما أنجبت ديانا ابنها الثاني هاري في جناح "ليندو" بمستشفى سانت ماري في 15 أيلول/سبتمبر 1984، بالكاد تمكن تشارلز من إخفاء خيبة أمله، بحسب مقال نشرته صحيفة "ديلي ميل".
فبحسب ما روت ديانا لمورتون، كان "أول تعليق له: يا إلهي، إنه صبي. وثاني تعليق: ولديه شعر أحمر أيضاً!".
وفي مذكراته (Spare)، كشف الأمير هاري أنه عندما بلغ 21 عاماً سمع للمرة الأولى القصة التي يُزعم أن والده قال فيها لوالدته يوم ولادته: "رائع! لقد أنجبتِ لي الوريث والاحتياطي، لقد أتممتُ مهمتي!".
وأضاف هاري: "ربما كانت مزحة، ولكن يُقال إنه بعد لحظات من هذه المزحة، ذهب لمقابلة صديقته. كثيراً ما تُقال الحقائق في ثوب المزاح".
وفي الخارج، قال الأمير تشارلز للصحافيين المنتظرين: "إنه رائع. مذهل فعلاً"، محاولاً إخفاء مشاعره الحقيقية.
وبذلك، ليس من المستغرب أن تكون ديانا قد أخبرت أصدقاءها لاحقاً أن زواجها من الناحية الروحية "انتهى يوم وُلد الأمير هاري"، وفقاً لمورتون.
واعترف تشارلز لسيرته الرسمية التي كتبها جوناثان ديمبلبي، بأنه استأنف علاقته بكاميلا عام 1986. وفي الفترة نفسها، يُقال إن ديانا بدأت علاقة بالضابط جيمس هيويت.
الزوجان الملكيان، اللذان كانا يملكان غرف نوم منفصلة في منازلهما لسنوات، توقفا عن مشاركة غرفة النوم خلال زيارة رسمية إلى البرتغال عام 1987.
وفي السنوات التالية، طاردت الشائعات زواجهما، حتى جاء كتاب مورتون عام 1992 ليفجّر كل شيء، كاشفاً انهيار علاقتهما.
الأميرة ديانا كانت قد ساهمت سراً في إعداد الكتاب من خلال تسجيلات صوتية أرسلتها لمورتون، وقد أُدرجت لاحقاً في وثائقي من إنتاج "ITV" عام 2017.
وفي تلك التسجيلات، تقول ديانا إن خيبة أمل تشارلز من إنجابها ولداً ثانياً استمرت حتى تعميد هاري في 21 كانون الأول/ديسمبر 1984.
وبحسب ما زعمت، فقد قال تشارلز لوالدة ديانا، فرانسيس شاند كايد، بعد مراسم التعميد في كنيسة القديس جورج في قلعة وندسور: "نحن محبطون للغاية، كنا نعتقد أنها ستكون فتاة".
وأضافت ديانا أن والدتها ردّت عليه بحدّة قائلة: "عليك أن تدرك أنك محظوظ لأنك تملك طفلاً".
يذكر أن الزوجين الملكيين أعلنا انفصالهما بعد بضعة أشهر فقط من صدور كتاب مورتون، وتم الطلاق رسمياً في آب/أغسطس 1996.
وفي مكان آخر من السيرة، تكشف ديانا أن ولادة وليام، ولي العهد البريطاني، لم تخلُ من العقبات. إذ أخبرت مورتون أنها اضطرت إلى اختيار موعد للولادة القيصرية يتناسب مع جدول مباريات البولو الخاص بتشارلز.
وقالت: "عندما أنجبت وليام، كان علينا أن نجد تاريخاً في المفكرة يتناسب مع مواعيد البولو الخاصة بتشارلز".