مرّ أكثر من أسبوعين على إضراب أساتذة التعليم الرسمي واعتصاماتهم المتتالية في المناطق، وكان آخرها أمس أمام مبنى سراي حلبا، فيما الحكومة لا تزال تتجاهل مطالبهم تجاهلاً تامّاً.
إذاً، عشرات الأساتذة من مختلف المسمّيات (المهني، الأساسي، الثانوي، المستعان بهم...) احتشدوا أمس أمام السراي في عكّار للمطالبة بحقوقهم، بمشاركة مخاتير وشخصيات عكارية حضروا لدعم أحقّيّة مطالبهم. وحمل الأساتذة شعارات ولافتات خطّوها بأيديهم وفيها: «كرامة الأستاذ فوق كل اعتبار... ومن حقنا أن نحيا بكرامة...»، لتعبّر عن حجم الألم الذي يعتريهم. وألقيت كلمات عدّة في الإعتصام دعت السلطة إلى إعطائهم حقوقهم لا سيّما الحوافز، بعدما لم يعودوا يملكون ثمن البنزين للتنقّل إلى مدارسهم.
حضور خجول لبعض المخاتير من المنطقة ومنهم المختار علي المزوق الذي عاب على الدولة «أن يقف الأستاذ على الطريق ليطالب بحقّه المهدور بدل أن يكون مكانه في صفوف الدراسة يعلّم الأجيال ويربّيها». وقالت إحدى المعلّمات المشاركات في الإعتصام لـ»نداء الوطن»: «إنّ الدولة تربط مصيرنا ومصير العام الدراسي ككلّ بمساعدات الدول المانحة، وتعاملنا مثل النازحين، فإذا وصلت المساعدات أعطونا منها الفتات وقالوا لنا عودوا إلى المدارس، وإذا لم تأت، قالوا لنا ابقوا في بيوتكم فلا حاجة لنا إليكم... ربما قد يأتي وقت ويقولون لنا إن لم تدعمكم الدول المانحة فسنرميكم في البحر».
وأشارت معلّمة أخرى إلى «أنّ العديد من الزملاء الأساتذة والمعلّمات كانوا ينوون الحضور إلى مكان الإعتصام والمشاركة معنا، ولكن الحقيقة المرّة وعلينا أن نقولها كما هي: إنهم لا يملكون المال لشراء البنزين ليتمكّنوا من الحضور».
وتلا الأستاذ وليد نمير بياناً باسم المعتصمين أكّد فيه «أنّ الحكومة بتجاهلها مطالب الأساتذة تريد أن تقضي على العام الدراسي». وتابع: «إن أبرز مطالبنا من هذا الحراك اليوم تتلخّص بتسوية وضع أجر الساعة ما يتناسب مع غلاء المعيشة وارتفاع سعر الدولار، إصدار مرسوم بدل النقل ليدخل حيّز التنفيذ عن العامين المنصرم والحالي، القبض الشهري، احتساب العقد الكامل، التثبيت وهو المطلب الأساسي».
بعدها انضمّ محافظ عكار عماد اللبكي ورئيس قسم المحافظة لقمان الكردي إلى الأساتذة المعتصمين أمام السراي، حيث استمع اللبكي إلى مطالبهم. ثم إنتقل المعتصمون إلى مركز دار إفتاء عكّار والتقوا بالمفتي زيد زكريا شارحين له أوضاعهم ومطالبهم وأسف المفتي «أن «نصل إلى وقت في بلد العلم والحضارة، يصبح فيه التعليم في آخر أولويات المسؤولين في هذا البلد». كذلك رفع الأساتذة مطالبهم إلى مطران عكّار باسيليوس منصور مطالبين دعمه ومؤازرته.