كشف مسؤولون إسرائيليون عن تعاون وثيق بين الدولة العبرية وجهات في المعارضة الإيرانية لملء مواقع القيادة في طهران، حال تحقيق هدف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو المنشود، وهو إسقاط نظام الملالي الإيراني.
ورغم تكتيم إسرائيل على أدوارها لتمكين طرف في المعارضة الإيرانية، ومساعدته من الصعود إلى سدة الحكم، إلا أن تقارير أشارت إلى وجود مثل تلك المخططات بقوة بالتزامن مع الهجمات الجوية المستمرة ضد مواقع مختلفة في إيران، منذ الجمعة الماضي.
وأكد غيورا إيلاند، الذي شغل سابقاً منصب رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، لمجلة نيوزويك، اعتقاده بأن "إسرائيل تتلقى مساعدة من بعض الإيرانيين"، على الرغم من الغموض حول متانة ذلك التعاون.
تعاون من 3 مستويات
وقال إيلاند: "يمكننا افتراض وجود 3 مستويات من الإيرانيين الذين قد يساعدوننا، بشكل مباشر أو غير مباشر. أولًا، عندما حددنا مواقع بعض المجموعات الإسرائيلية التي كانت داخل إيران وأطلقت طائرات مسيرة من مسافات قريبة ضد منشآت إيرانية، ربما تلقوا بعض المساعدة من السكان المحليين، لا أستطيع التحقق من ذلك، لكن هذا منطقي".
وأضاف "ثانياً، يُحتمل أن إسرائيل تشجع بعض المجموعات في إيران، ولا أستبعد حتى إمكانية التواصل مع بعض القوات العسكرية في إيران، ليس الحرس الثوري، بل بعض القوات العسكرية التقليدية أو الجيش الإيراني النظامي".
وأضاف "ثالثاً، بطريقة ما، تدعو إسرائيل، ولو رسمياً، الإيرانيين إلى محاولة الانقلاب على الحكومة". ومع ذلك، ظلّ متشككاً بعض الشيء في استعداد الإيرانيين للحشد بأعداد كبيرة ضد الحكومة في ذلك الوقت، سواء بسبب النفوذ القوي لقوات الباسيج شبه العسكرية المكلفة بالحفاظ على الأمن الداخلي، أو بسبب الطبيعة الإشكالية المحتملة للتعاون مع العدو في زمن الحرب.
تشكيك
وقال إيلاند: "عادةً، لا يميل الناس إلى المقاومة أو التمرد على حكومتهم خلال الحرب، لأنها ليست وطنية بما فيه الكفاية". قد يردون لاحقاً، بعد انتهاء الحرب، وقد يقررون حينها أن الوقت قد حان لفعل شيء يتجاوز مجرد الشكوى.
وأضاف "لكنني لا أخفي أن هذا هو هدف الحكومة الإسرائيلية، وهو أن يحدث شيء مماثل قريباً. وكما قلتُ، لا أعتقد شخصياً أن ذلك قد يحدث في المستقبل القريب".
وأكد إيلاند "الآن، تدعو عدد من جماعات المعارضة داخل البلاد وخارجها إلى انتفاضة شعبية ضد الجمهورية الإسلامية".
تشتت
وتصطدم طموحات إسرائيل بتغيير النظام الإيراني بتشتت المعارضة الإيرانية وتشعبها على أكثر من جهة وتوجه. ويتألف خصوم الحكومة الإيرانية في الداخل من مجموعة متنوعة ومتفرقة إلى حد كبير من الفصائل، بما في ذلك المعارضون العلمانيون، والميليشيات المنظمة على أسس عرقية، والمتشددون الإسلاميون، وأولئك الذين يسعون إلى إعادة نظام ملكي ذي جذور عريقة.
رغم النجاحات التي حققتها الضربات الإسرائيلية غير المسبوقة على إيران، إلا أن عطلة نهاية الأسبوع التي شهدت قصفاً مكثفاً وعمليات انتقامية تُثير تساؤلات حول استراتيجية إسرائيل للخروج، وكيف يُمكنها إنهاء هذا الصراع وتحقيق أهدافها الطموحة؟.
وتُعتبر معظم هذه الجماعات، إن لم يكن جميعها، منظمات إرهابية في إيران، التي بذلت جهوداً مكثفة لقمع أنشطتها على مدار 46 عاماً منذ تأسيس الجمهورية الإسلامية. ولم يتمكن أي منها حتى الآن من الحصول على دعم شعبي أو موارد مادية كافية لتشكيل تحدٍّ وجودي للنظام الحالي بقيادة المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي.