مجزرة بحقّ مرضى السّرطان..

يعيش مرضى السّرطان في لبنان "جهنّم على الأرض"، مع دولة تقتلهم يوميًّا وتذلّهم مقابل دواء، يكون محظوظاً القادر على تأمينه.

تتزايد أعداد الإصابة بالسّرطان بوتيرة سريعة ولكن لا إحصاءات أو أرقام جديدة أو سجلّ في وزارة الصحّة، والإحصاء الأخير في 2016، كما يقول هاني نصار رئيس جمعية "بربارا نصار لدعم مرضى السرطان".

ويُشير نصار، في حديثٍ لموقع mtv، إلى أنّه "في 4 شباط اليوم العالمي لمرضى السّرطان، تُكرّم البلدان كافة مرضاها وتنوّه بقوّتهم وتُشجّعهم على الإستمرار بهذه القوّة. أمّا في لبنان للأسف تُبلغنا دولتنا بتوجّهٍ نحو رفع الدّعم عن أدوية الأمراض السرطانيّة، مع العلم أنّ هناك أدوية يتخطّى ثمنها الـ6 آلاف دولار".

الأدوية مفقودة والمرضى يموتون ولا مَن يتحرّك. ويُعلن نصار في هذا الإطار عن تحرّك اليوم السّبت عند الساعة الثانية بعد الظّهر "لرفع صوت مرضى السّرطان ووقف المجزرة التي تُرتكب بحقّهم" مع التّشديد على الإلتزام بلباسٍ أسود "لأن سوّدولنا عيشتنا".

ويُضيف: "لم نطلب يوماً من الناس أن تحزن، ولطالما كانت رسالتنا هي رسالة أمل وفرح، ولكن نحن اليوم نفقد أشخاصاً لمجرّد عدم أخذهم الدّواء، ممّا يؤدّي إلى تطوّر المرض في أجسامهم وتدهور صحّتهم نحو الوفاة. كان يُمكن أن يبقوا على قيد الحياة لو توفّر الدّواء"، قائلاً: "نحن اليوم ننعى مرضانا في يومهم العالمي، بدل أن نُكرّمهم!".

ويُتابع نصار: عندما يُريدون رفع الدعم عن أدوية علاج الأمراض السرطانيّة "أشرفلن يعلقولنا مشانقنا ليقتلونا بضربة واحدة بلا تعذيبنا وتعذيب أهلنا"، محذّراً من أنّ الوضع سيّء والآتي أعظم إذا استمرّت الحالة على ما هي عليه.

من جهته، يُشير نقيب أصحاب المستشفيات الخاصّة سليمان هارون، إلى أنّ "قسماً من الأدوية ما زال مقطوعاً في المستشفيات وننتظر حتّى تُحَلّ هذه المشكلة"، لافتاً إلى المُعاناة الكبيرة التي يعيشها مرضى السّرطان بسبب نقص الأدوية.

ويلفت في حديثٍ لموقع mtv، إلى أنّ "المستشفيات تُعاني من نقصٍ في الأدوية لأنّ المصانع في الخارج قلّصت الكميات التي تُرسلها إلى لبنان جراء فقدانها الثّقة بالسّوق المحلية. ومن ناحية أخرى، بالنّسبة للأدوية المدعومة يقول المستوردون إنّ مصرف لبنان لا يؤمّن لهم أموال الدّعم التي يحتاجون إليها، بطريقة منتظمة وسريعة".

"مرضى السّرطان يموتون بسبب الوضع المتردّي"، يقول نصار. ويُضيف: "يوقفون علاجاتهم مرغمين، ويموتون! هذه مجزرة. يُريدون أخذ قرار برفع الدّعم من دون النّظر إلى الجهات الضّامنة، وتأمين المرضى".

ويقول: كنّا ننظّم لقاءات للمرضى في محاولات لزيادة الدّعم ومشاركة الخبرات في ما بينهم، أمّا اليوم فهذا الأمر بات مضرًّا لهم بسبب الأوضاع التي جعلت الأحاديث سلبيّة ممّا يؤثّر سلباً على المرضى بدل مساعدتهم. المجموعات صارت "أوراق نعوة" لأنّ المرضى ينهارون مع كلّ خبر وفاة لمريض سرطان وهذا يزيد من الحباط بينهم.. وأصبح السؤال الأبرز بينهم "متى يحين دوري؟".

مجزرةٌ بكلّ ما للكلمة من معنى تُرتكب بحقّ مرضى السّرطان، الذين يموتون بسبب الوضع وليس بسبب مرضهم الخبيث. فبعضهم كان يُمكن أن يعيش لو توفّر الدّعم اللازم له، وتمكّن من تناول أدويته وتلقّي علاجه كما يجب.


كريستال نوّار - موقع mtv

يقرأون الآن