اتهم وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، الأحد، الولايات المتحدة وحليفتها إسرائيل بـ"نسف الدبلوماسية"، مشددًا على أن طهران لم تغادر طاولة المفاوضات يومًا. وقال عبر منصة "إكس": "إسرائيل وأميركا نسفتا الدبلوماسية. كيف يُطلب من طهران العودة لطاولة المفاوضات وهي لم تغادرها أصلًا؟".
وفي تصريحات أخرى، أكد عراقجي أن الضربات الأميركية على المنشآت النووية الإيرانية تُعد "انتهاكًا خطيرًا" للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة ومعاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية. وأشار إلى أن إيران تحتفظ بجميع الخيارات للدفاع عن سيادتها وشعبها بموجب ما يتيحه ميثاق الأمم المتحدة.
على إثر ذلك، قدمت إيران طلبًا عاجلًا لعقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي، متهمة الولايات المتحدة وإسرائيل بشن هجوم "غير قانوني" استهدف منشآت نووية سلمية. وفي رسالة مندوب إيران لدى الأمم المتحدة، أمير سعيد إيرواني، أُشير إلى أن الهجوم يمثل "تهديدًا خطيرًا للسلم والأمن الدوليين".
جاء في الرسالة: "في الساعات الأولى من يوم 21 حزيران 2025، استهدفت الولايات المتحدة وإسرائيل ثلاث منشآت نووية سلمية خاضعة لإشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهي فوردو ونطنز وأصفهان. هذه الهجمات، التي نُفذت دون استفزاز مسبق، تُعد انتهاكًا صارخًا للمادة الثانية من ميثاق الأمم المتحدة".
في مؤتمر صحافي عقده في إسطنبول، قال عراقجي: "الإدارة الأميركية مسؤولة بالكامل عن تداعيات هذا العدوان الوحشي الذي يُعد انتهاكًا صريحًا لقرارات مجلس الأمن". وأكد أن "إيران لن تقف مكتوفة الأيدي أمام هذه الهجمات، وستدافع عن سيادتها بكل السبل المشروعة".
على الجانب الآخر، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن الهجوم الذي استهدف ثلاث منشآت نووية في فوردو ونطنز وأصفهان كان "ناجحًا للغاية"، مؤكدًا أن الهدف منه هو الحد من القدرات النووية الإيرانية وإجبار طهران على إنهاء الحرب، مهددًا بعواقب وخيمة في حال رفضها.
من جهتها، نفت إيران وجود أي مواد مشعة في المواقع التي استهدفتها الضربات الأميركية. وقال حسن عابديني، نائب المدير السياسي لهيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية: "المواقع الثلاثة المستهدفة تخضع لإشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية ولا تحتوي على مواد مشعة قد تسبب تلوثًا".
فيما تترقب الأنظار الاجتماع الطارئ لمجلس الأمن، تتصاعد الدعوات الدولية لاحتواء التصعيد ومنع تفاقم الأزمة التي تهدد استقرار المنطقة بأكملها.