قطاع الاتصالات في لبنان كان من أول القطاعات التي بادرت الى تعديل تعرفتها الرسمية ورفعها بما يتناسب مع تغيّر سعر الصرف الرسمي، وفق سعر منصة "صيرفة"، وذلك بحجة ارتفاع أسعار المحروقات وضرورة اعتماد سعر السوق لتأمين استمرارية القطاع وخدمات الانترنت والاتصالات.
وكالعادة، فان العجيب في هذا البلد أن الخدمات العامة لا ترتقي الى المستوى المطلوب ولا تلبي حاجات المواطنين الذين غالباً ما يلتزمون بدفع الرسوم والضرائب، فتكون النتيجة صفر رغم زيادة الاسعار.
هذا هو حال اللبنانيين في عدد من المناطق مع سنترالات "أوجيرو" الخارجة عن الخدمة. ومثال على ذلك الشكوى التي تلقاها موقع mtv من بعض الأهالي حول سنترال دير قوبل في الشويفات، المتوقف عن العمل في معظم الاوقات منذ أكثر من شهر، وفي أحسن الأحوال تعود خدمة الانترنت لساعات معدودة قبل ان تعود وتنقطع مجدداً.
المشكلة بأن المولّد في السنترال المذكور معطّل، ولا يعود الى العمل الا عند توفر الكهرباء. وهذا مثال على عشرات السنترالات على امتداد المناطق اللبنانية التي لا يوجد فيها مولدات وتعاني من انقطاع الكهرباء.
ولكن أين المداخيل الكبيرة التي باتت تحققها وزارة الاتصالات وأوجيرو منذ أشهر، ولماذا لا تُصرف على تحسين خدمات الانترنت والسنترالات؟
أشارت مصادر مطلعة، عبر موقع mtv، الى ان واردات القطاع تُحوّل الى الخزينة العامة عبر وزارة المالية، وأي مصاريف في أوجيرو او وزارة الاتصالات تحتاج حكماً الى فتح اعتمادات، موضحة أن البيروقراطية التي تعيشها ادارات الدولة في لبنان هي سبب المشكل، وما يحصل أنه لا تُفتح الاعتمادات لصرف الأموال اللازمة بالسرعة المطلوبة لانجاز الاعمال والصيانة.
مرة جديدة يدفع المواطن الثمن، ولكن من حقه عندما تلزمه الدولة بدفع رسوم وتعرفات أغلى أن يسألها في المقابل عن حاجاته والخدمات التي لا تصله. وهذا السؤال عن خدمات سنترالات أوجيرو لا بد من وضعه برسم المعنيين علّهم يجيبون ويعيدون السنترالات المعطّلة الى العمل.
نادر حجاز - موقع mtv