حيث أن الشيء المحزن المرتبط بالرغبة في ضبط النفس هو أننا ندرك أهمية الأمر غالباً بعد فوات الأوان، والذي يشبه تماماً رغبتنا في أن نكون أقوياء عندما نضطر إلى حمل شيء ثقيل، أو بأن نكون أثرياء بمجرد حاجتنا لشراء شيء مهم، فدائماً ما تقترن الرغبة بالوقت الخاطئ وتأتي متأخرة،
لكن دراسة جديدة قد ركزت بشكل أساسي على الرغبة في ضبط النفس، حيث أوضحت أن هذه الرغبة بشكل خاص تكون دائماً أعلى لدى أولئك الأشخاص غير المنضبطين بالفطرة أو الذين يكونون بحاجة ماسة إليها في نفس اللحظة أو الموقف، وقد قال (الدكتور لياد أوزيل) المؤلف الرئيسي للدراسة، أن الخروج من هذه المفارقة المزدوجة الجنونية يتطلب القليل من التخطيط المسبق، مضيفاً: " إن الرغبة في مزيد من ضبط النفس يمكن أن تؤدي إلى ضبط النفس بشكل أفضل، ولكن فقط عندما تكون هذه الرغبة مدفوعة بعملية طويلة المدى بهدف تحسين الذات، فإذا ظهرت الرغبة عندما يحتاج المرء بالفعل إلى درجة عالية من ضبط النفس، يمكن أن تكون ضارة من الناحية النفسية أكثر من فائدتها على أرض الواقع، ومن أجل أن تجعل الرغبة في ضبط النفس تقدم لك آثارا مفيدة، يجب أن تظهر في نقطة يكون التغيير فيها ممكناً ومبكراً أيضاً" في الحقيقة، يعتبر ضبط النفس تحديا صعبا للغاية ويجب اعتباره رحلة طويلة المدى، وليس حدثاً عرضياً أو قراراً لمرة واحدة، فخلال الدراسة، خضع ما يقارب الـ 700 شخص لاختبارات خاصة لقياس رغبتهم في ضبط النفس، وقد وجد الباحثين أنه عندما يشعر الناس بالقلق من الفشل، كانت رغبتهم في ضبط النفس أكبر، كما كان الحال عندما اعتقدوا أن مواردهم الخاصة غير كافية لتحقيق مهمة ما.
مصيدة ضبط النفس: إن لم يكن كل ما سبق سيئاً بما فيه الكفاية، فقد كشفت دراسة سابقة عن وجود مصيدة لضبط النفس، وهي توصيف للرغبة في ضبط النفس بدرجة عالية، والتي للأسف تقلل من ضبط النفس الحقيقي لدى الناس، فقد وجدت سلسلة من التجارب أن المهام الصعبة تصبح أكثر صعوبة عندما يكون لدى الناس رغبة قوية في ضبط النفس لتحقيقها، حيث أن المشكلة تكمن في أن الرغبة القوية في ضبط النفس تصبح إحساساً بعدم ضبط النفس وتفرض ضغطاً أكبر على الشخص، مما يجعله يفقد أو يقلل الثقة بنفسه ويفشل في المهمة
كيفية الهروب من مصيدة ضبط النفس؟ يوجد طرق مختلفة للهروب من مصيدة ضبط النفس هذه، منها:
تجنب الرغبة في حاجتك إلى مزيد من ضبط النفس – اربط رغبتك في تحقيق هدف جوهري بطريقة منطقية وعقلانية وفكر فيه بأنه لمصلحتك الشخصية – ضع خططاً محددة للغاية لتنفيذ مهامك المختلفة – فكر في المهمة بطريقة تجعلها تبدو أسهل مما هي عليه، بالإضافة إلى ذلك، تشمل التقنيات الأخرى التي ثبت أنها تحسن ضبط النفس، تأكيد الذات والتفكير المجرد في الأهداف.
