عاش الممثل المصري عماد حمدي في سنواته الأخيرة مآس كثيرة، بعد أن تملكه اليأس، وعانى من الاكتئاب وأمراض القلب حتى الإعلان عن رحيله.
خسر أخوته
وروى الفنان الراحل تفاصيل الحزن التي عاشه في مذكراته، التي كتبتها إيريس نظمي.
وأكد أن حياته انقلبت بعد رحيل توأمه عبد الرحمن، حيث عبر عن افتقاده الشديد له إذ كان يفرح لفرحه، ويمرض لمرضه، ويشفى من آلامه حينما يشفى هو منها.
كما كشف أن توأمه لم يعرف معنى الاستقرار العائلي والزوجي، لذلك رأى أن سيطرة الاكتئاب على حياته بعد رحيله يعد أمرا طبيعيا.
وأوضح بطل فيلم "بين الأطلال"، أن الصدمة الكبرى التي تلقاها برحيل توأمه، كونت لديه مناعة، فصار يتلقى الصدمات الأخرى باندهاش أقل، وتماسك أشد.
كذلك روى بعدها ما أصاب عائلته، حيث توفي شقيقه الأصغر "رؤوف" بعد عامين من رحيل توأمه، وكان "رؤوف" يعمل مديرا للأمن بمحافظة أسيوط في صعيد مصر، فهاجمته الآلام، وشخص الأطباء تلك الأعراض بأنها حصوة في المرارة، ولكن شدة الآلام دفعتهم لإجراء جراحة من أجل استكشاف ما يجري، فوجدوا أن المرض الخبيث أصابه وتوغل بشدة في جسده، وتوفي بعد إجراء الجراحة.
أيضا كشف حمدي عن وجود شقيق له يتواجد في مستشفى الأمراض العقلية، ولكنه لم يذكر اسمه في مذكراته، بل اكتفى بالإشارة إلى كونه شقيقه الأكبر.
وأكد النجم الراحل أن شقيقه الأكبر كان أكثرهم طيبة، وهادئ ووديع، وكان طبيعيا للغاية، يعمل موظفا في السكك الحديدية، قبل أن تجذبه كتب السحر والأرواح، وانشغل كثيرا بهذا العالم، رغم أنه كان يستعد للزواج.
ورقة اسمها عماد حمدي
ليتم إيداعه مستشفى الأمراض العقلية لـ 30 عاما، هرب خلالهم مرتين، وفي كل مرة كان عماد حمدي يحاول إقناعه بالعودة للمستشفى خوفا عليه، مؤكدا أن شقيقه الأكبر كان يفرح ويسعد حينما يراه على الشاشة.
وانتقل عماد حمدي للحديث عن شقيقته الصغرى، التي ماتت في سن صغيرة، ولم تكن بدينة إلى الدرجة التي تدفعها للبحث عن فقدان الوزن بشكل قاسي، لكنها لجأت إلى فقدان الوزن بطرق غير طبية، وهو ما أصابها بمرض صدري، وحاولوا إنقاذها في مستشفى حلوان، لكن المرض تمكن منها ورحلت.
وهكذا تساقطت أوراق العائلة، ورقة تلو الأخرى، ما جعل عماد حمدي يقول في مذكراته أنه بات ينتظر سقوط ورقة أصابها الوهن والجفاف.. ورقة اسمها عماد حمدي.