كشفت صيحفة “وول ستريت جورنال” الأميركية، عن كواليس العملية التي نفذتها إسرائيل لاغتيال العلماء النوويين الإيرانيين، فيما أكد مسؤولون أميركيون أن فقدان هذه الخبرات خلال مرحلة تطوير القنبلة النووية له تأثير سلبي أكبر على طهران من فقدان القدرة على إنتاج القنبلة نفسها.
وذكرت الصحيفة في تقرير، أنه “في فجر 13 حزيران/ يونيو، شنت إسرائيل سلسلة هجمات دقيقة استهدفت منازل كبار العلماء الإيرانيين العاملين على البرنامج النووي، ما أسفر عن مقتل 9 منهم على الأقل حينها، وهذه العمليات نفذت بشكل متزامن وذلك لمنع العلماء من الفرار أو الاختباء”.
وأضافت أنه “بعد 11 يوماً، وفي شمال إيران، قتل العالم سيد صديقي صابر، على بعد ساعات من بدء وقف إطلاق النار، وكان صابر قد فرضت عليه عقوبات أميركية حديثاً بسبب عمله في مجال الأسلحة النووية”.
وبحسب الصحيفة الأميركية، فإن “العملية تمثل تتويجا لـ15 عاماً من الجهود الإسرائيلية لاغتيال شبكة العلماء الذين عملوا على برنامج إيران السري للأسلحة النووية حتى عام 2003، حيث تتبعت تل أبيب تحركات هؤلاء العلماء بدقة”.
وأكدت أن “اغتيال العلماء كان ضربة قوية لقدرة إيران على تطوير القنبلة النووية، إذ كان معظم الذين قتلوا يمتلكون خبرة عملية في بناء واختبار مكونات الرؤوس الحربية، من أنظمة التفجير إلى المتفجرات ومصادر النيوترونات التي تشغل التفاعل المتسلسل”.
وأكد المدير السابق للأمن القومي الأميركي لمكافحة الانتشار، إريك بروير، أن “فقدان هذه الخبرات خلال مرحلة تطوير القنبلة له تأثير أكبر من فقدانها تدريجياً مع مرور الوقت”.
وخلال الأسبوع التالي لهجمات حزيران/ يونيو الجاري، استخدمت إسرائيل طائرة مسيرة لاغتيال عالم آخر كان في منزل آمن بطهران، بينما قصفت مقر المنظمة التي خلفت مشروع “عماد”.
وتعد هذه الضربات أولى الهجمات التي تستهدف علماء إيران النوويين منذ اغتيال محسن فخري زاده في 2020.
ومن بين الأهداف البارزة كان الرئيس السابق للوكالة الذرية الإيرانية، فريدون عباسي دواني، والمساهم الرئيسي في تطوير مكونات أساسية للأسلحة النووية.
وكان عباسي دواني قد نجا من محاولة اغتيال في 2010 لكنه أعرب مؤخراً عن استعداد إيران لبناء القنبلة النووية إذا طلب ذلك.
كما قتل المسؤول عن تطوير المتفجرات اللازمة للأسلحة النووية، محمد مهدي ترانشي، والذي كان أستاذاً في جامعة الشهيد بهشتي حيث يعمل العديد من العلماء النوويين.
وقالت مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات إن استهداف إسرائيل “عقل العلماء النوويين” شكل ضربة قاسية لقدرة إيران على الاستفادة من خبرات متقدمة في تطوير الأسلحة النووية.
مع ذلك، تؤكد مصادر أن إيران طورت نظاماً متكاملاً للحفاظ على خبراتها النووية وتطويرها، مستفيدة من الأرشيف النووي المكتشف في 2018، وبرامج التعاون في الجامعات مثل الشهيد بهشتي وجامعة شريف للتكنولوجيا وجامعة مالك أشتر.
وفي هذه الجامعات، يوجه العلماء المتمرسون طلاباً أصغر سناً في أبحاث متقدمة تتعلق بمحاكاة تفاعل النيوترونات، والتي يمكن أن تستخدم لأغراض مدنية أو عسكرية.