كما ويعتبر التذكر أحد العمليات الجوهرية التي تجري في مركز الذاكرة في الدماغ، إلى جانب ترميز المعلومات وتخزينها،
والذي يتم على خمسة مراحل أساسية وهي:
1-الاستشعار: تتضمن بداية عملية صنع الذاكرة التعرض للمشاهد والمواقف المحيطة، والتي تشمل المشاهد والأصوات المختلفة التي تقوم حواسك بالتقاطها والاحساس بها
2-الترميز: عند نقل المعلومات الحسية إلى الدماغ، يكون الحجم والتعقيد الخاص بها أكبر من أن تتم معالجتهما في الدماغ، لذلك يختار دماغنا الجوانب التي يريد معالجتها بشكل انتقائي، حيث يتم إيلاء اهتمام وثيق للأحداث غير العادية، في حين تقل احتمالية استعادة الأحداث اليومية المشفرة لاحقا من الذاكرة، أي أن الدماغ ينتقي الأشياء المهمة لنستعيدها في وقت آخر، بينما يشفر أو يحذف الأشياء الثانوية التي لا قيمة كبيرة لها.
3-التوحيد: لتعميق هذه الذكريات في الدماغ، من الضروري القيام بتوحيد المعلومات. فمن خلال وضع أجزاء الذكرى أو التجربة المشفرة معاً على شكل ذاكرة مستقرة وطويلة المدى، تقوي هذه العملية الإشارات بين الخلايا العصبية في الدماغ المطلوبة لتستطيع تذكر الموقف بالكامل عند حاجتك إلى تذكره مستقبلاً.
4-التخزين: بعد دمج المعلومات في الذاكرة، يقوم الدماغ بتخزينها في نفسه بحيث يمكنك الوصول إليها بسهولة، ومع ذلك، لا يتم تخزين الذاكرة المليئة بالأحداث بكل تفاصيلها أيضاً، حيث يتم تخزين الأحداث الهامة والحساسة من الذاكرة لتكون بمثابة أداة مساعدة لاستعادتها، مما يدفع أدمغتنا إلى إعادة بناء الأحداث كما اختبرناها بأكبر قدر ممكن من الدقة باستخدام الجوانب المحددة المشفرة للذكرى في دماغنا.
5-الاسترجاع: يمكن تخزين آلاف الأحداث على هيئة أجزاء ذاكرة، لكنها عديمة الجدوى إذا ما كانت غير قابلة للاسترجاع، ففي حين أن معظم الذكريات لن تستخدم على الإطلاق، إلا أنه يمكن استحضار بعضها باستخدام إشارات الاسترجاع الدماغية، فقد تؤدي أغنية سمعتها إلى تنشيط جزء معين من ذاكرتك، أو زيارة مكان ما إلى دفعك لتذكر ذكرى أو حادث ارتبط بهذا المكان أو الرائحة.