سوريا

كيف تدعم سوريا الجديدة خطط ترامب في الشرق الأوسط؟

كيف تدعم سوريا الجديدة خطط ترامب في الشرق الأوسط؟

كشفت شبكة "فوكس نيوز" أن قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب رفع معظم العقوبات الأميركية المفروضة على سوريا، يعكس تحولاً استراتيجياً في سياسة واشنطن تجاه دمشق، بهدف تقليص النفوذ الإيراني، ومحاربة الإرهاب، واستعادة الدور الأميركي في المنطقة.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، خلال مؤتمر صحافي، يوم الإثنين، إن "الرئيس ترامب يفي بوعد جديد"، مشيرة إلى لقائه الأخير مع الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع في السعودية.

وأضافت: "الرئيس ملتزم بدعم سوريا مستقرة وموحدة، وفي سلام مع جيرانها".

وأكد خبراء لـ"فوكس نيوز" أن العقوبات السابقة أضعفت الاقتصاد السوري بشكل شبه كامل، لكن إدارة ترامب ترى اليوم أن الوضع بات يسمح بمنح سوريا فرصة لإعادة بناء نفسها بعيداً عن النفوذ الإيراني".

وقال ديفيد شينكر، المسؤول السابق في الخارجية الأميركية، إن "سوريا بدأت تتجاوب مع مطالب الولايات المتحدة، مثل السماح بعمليات التفتيش الدولية، والتعاون مع أميركا في مكافحة الإرهاب، وتبادل المعلومات حول تنظيم داعش الإرهابي".

وأوضح جافيد علي، المسؤول السابق في مجلس الأمن القومي الأميركي، أن "هذا التحول يعكس حسابات استراتيجية. فوجود سوريا من دون وكلاء إيرانيين، ومتعاونة مع جيرانها العرب، يخدم المصالح الأميركية في كافة الاتجاهات".

وبحسب "فوكس نيوز"، فإن سوريا، تحت قيادة الشرع، بدأت باتخاذ خطوات فعلية لتقليص النفوذ الإيراني، إذ أوقفت شحنات الأسلحة إلى حزب الله، وأغلقت عدة مواقع عسكرية إيرانية داخل أراضيها.

وأشارت الشبكة إلى أن ترامب دعا سوريا للانضمام إلى اتفاقيات "أبراهام"، وتطبيع العلاقات مع إسرائيل مقابل استمرار تخفيف العقوبات، رغم إدراكه لصعوبة الموقف الداخلي، حيث لا تزال سوريا رسمياً في حالة حرب مع إسرائيل، كما أن هناك معارضة قوية من الجماعات المتشددة داخل البلاد.

ويرى تشارلز ليستر، مدير برنامج سوريا في معهد الشرق الأوسط، أن استقرار سوريا قد يكون مفتاحاً لتقوية الروابط في المنطقة، وتقليل الحاجة إلى وجود عسكري أميركي ثقيل في المنطقة.

لكن "فوكس نيوز" لفتت إلى أن التوترات الميدانية لا تزال قائمة، إذ تواصل إسرائيل شن غارات جوية داخل سوريا، فيما تلتزم دمشق الجديدة بعدم الرد عسكرياً، مع استمرار قنوات الاتصال الدبلوماسية خلف الكواليس.

ونقلت الشبكة عن مسؤول في مجلس الأمن القومي الأميركي قوله إن "ترامب يهدف إلى تحقيق سلام دائم في الشرق الأوسط من خلال دعم سوريا مستقرة ومتصالحة مع محيطها، مع استمرار العقوبات على الجماعات الإرهابية، وأي تهديدات محتملة لأمن الولايات المتحدة".

ورغم المؤشرات الإيجابية على المسار الدبلوماسي، حذّر محللون من أن الطريق لا يزال معقداً، وقد يتطلب وقتاً طويلاً حتى ينعكس التقدم السياسي على أرض الواقع.

يقرأون الآن