دولي

لابيد يكشف رؤيته.. بماذا يختلف عن نتنياهو؟

لابيد يكشف رؤيته.. بماذا يختلف عن نتنياهو؟

في مشهد سياسي محتدم، وبين تصاعد الأزمات الإقليمية الممتدة من غزة إلى طهران، كشف زعيم المعارضة يائير لابيد عبر خلال لقائه مع "سكاي نيوز عربية"، عن مواقف تعيد إنتاج الثوابت الإسرائيلية ذاتها.

من الحرب على غزة إلى التعقيدات اللبنانية، ومن الجبهة السورية إلى التهديد الإيراني، يطرح لابيد نفسه بديلاً عن بنيامين نتنياهو، لا من حيث السياسات، بل من خلال طريقة التعبير عنها.

حاول لابيد أن يخاطب الشارع العربي والدولي بلغة دبلوماسية ناعمة، لكنها لم تُخفِ التماهي الكامل مع مقاربات المؤسسة الإسرائيلية تجاه القضايا الإقليمية الجوهرية.

يرى محرر الشؤون الفلسطينية في "سكاي نيوز عربية" سلمان أبو دقة ، أن خطاب يائير لابيد بخصوص قطاع غزة يعكس ما يمكن وصفه بـ"الازدواجية الإسرائيلية" بين الخطاب السياسي الموجّه والرؤية الميدانية المتطرفة.

فرغم تأكيد لابيد أن حماس كان يمكن أن تنهي الحرب منذ عامين، مكررًا أن وضع السلاح من قبل الحركة كفيل بإنهاء الصراع خلال 24 ساعة، إلا أن الواقع على الأرض، وفق أبو دقة، يتناقض كليًا مع هذه التصريحات.

يشير أبو دقة إلى أن لابيد حاول الفصل بين سكان غزة وحركة حماس، معلنًا استعداد إسرائيل لتقديم المساعدات الإنسانية للمدنيين، لكن التجربة الميدانية تقول العكس: "الحصار لا يزال مفروضا، والمساعدات لا تدخل إلا بشق الأنفس، وما من مؤشرات حقيقية على أن إسرائيل تفرّق في عملياتها العسكرية بين المدنيين والمسلحين".

كما يستدرك أبو دقة بأن حديث لابيد عن أن حل الصراع مرهون بتصرفات حماس لا يعكس حقيقة السياسة الإسرائيلية التي، منذ عهد أولمرت ومرورا بنتنياهو، لعبت دورا مباشرا في تعميق الانقسام الفلسطيني، بل و"استخدمت وجود حماس في غزة كورقة لضرب المشروع الوطني الفلسطيني".

ويرى أن دعم بعض الحكومات الإسرائيلية لحماس بشكل غير مباشر، كان هدفه منع قيام دولة فلسطينية موحدة.

لبنان وحزب الله

من جانبه، يشير محرر الشؤون اللبنانية عماد الأطرش إلى أن تصريحات لابيد حول الجنوب اللبناني والقرار الدولي 1701 تؤكد وجود رغبة إسرائيلية باستثمار الواقع الأمني لفرض اتفاقات على طريقة "فرساي الثانية"، كما سماها.

ويقول الأطرش: "اليوم، مع تغير الظروف الدولية ووصول الرئيس ترامب إلى السلطة مجددًا، هناك اندفاعة أميركية تسعى إلى إعادة تشكيل البيئة الأمنية والسياسية في لبنان، وهو ما يفسر زيارة الأمير السعودي فيصل بن فرحان إلى بيروت وتحركات توماس باراك".

ويضيف: "الرسائل واضحة: هناك ضغوط دولية متزايدة على الحكومة اللبنانية لنزع سلاح حزب الله مقابل وعود بمساعدات مالية. لكن التحدي يكمن في كيفية تنفيذ هذه الضغوط دون الانزلاق إلى حرب أهلية لبنانية داخلية".

لغة مزدوجة

يذهب محرر الشؤون الإسرائيلية نضال كناعنة إلى أن تصريحات يائير لابيد تعكس ما وصفه بـ"متلازمة السياسي الإسرائيلي"، أي التحدث بلغة مزدوجة: خطاب داخلي للناخب الإسرائيلي، وخطاب خارجي موجه للإعلام الدولي والعربي.

ويقول كناعنة: "عندما تحدث لابيد عن غزة، وعن السابع من أكتوبر، حاول تبرئة نفسه من المسؤولية، مهاجمًا نتنياهو ومشيرًا إلى أنه لو كان رئيسًا للوزراء، لتصرف بطريقة مغايرة".

لكن كناعنة يرى أن هذا الخطاب لا يعكس رؤية بديلة حقيقية، لأن لابيد نفسه لم يطرح بديلًا عن حماس سوى العودة إلى السلطة الفلسطينية، وهو أمر تعارضه أحزاب اليمين التي ترفض بشكل قاطع وجود سلطة فلسطينية موحدة قد تقود إلى قيام دولة فلسطينية.

ويضيف كناعنة: "اليمين الإسرائيلي يفضل الإبقاء على حماس في غزة بدلاً من منح السلطة فرصة في الحكم، لأن وجود كيانين منفصلين يعزز نظرية استحالة إقامة دولة فلسطينية موحدة".

أما في ما يتعلق بالملف الإيراني، فيؤكد كناعنة أن هناك إجماعا إسرائيليا واضحا بين المعارضة والحكومة على رفض الاتفاق النووي وضرورة التصعيد ضد إيران.

ويرى أن لابيد لم يختلف كثيرا عن نتنياهو في هذا الإطار، بل دافع عن الضربات الإسرائيلية في سوريا ولبنان واليمن وكأنها سياسة دولة، لا مجرد سياسة حكومة.

يقرأون الآن