لبنان

إتصالات ومشاورات مكثفة لمنع الإنهيار وحديث عن تسوية رئاسية

إتصالات ومشاورات مكثفة لمنع الإنهيار وحديث عن تسوية رئاسية

في اطار ربط النزاع مع القضاء، ومع الحكومة، تعود المصارف الى العمل بدءاً من الاثنين، ولمدة اسبوع اي الاثنين في 6 آذار المقبل، ما لم تتوقف الملاحقات القضائية، وفي محاولة لحث السلطة الاجرائية على كف يد القاضية غادة عون عن ملاحقة اصحاب ومدراء المصارف، المتمنعة عن تزويدها بما طلبته لجهة الحسابات او الارتياب "بتبييض الاموال".

جمعية المصارف باسم المحامي اكرم عازوري قالت بعد الاجتماع مع الرئيس نجيب ميقاتي انه بعدما تمنى عليها تعليق الاضراب، واعدا بحلول، ستعلق الاضراب لاتاحة المجال امام المواطنين لقبض رواتبهم نهاية الشهر، في اجراء مؤقت، على ان تدعى الجمعية العمومية للمصارف في آخر الاسبوع على ضوء ما يتحقق عملياً من اجراءات على الارض لتصحيح الخلل في المرفق العام القضائي الذي كان السبب الاساسي للاضراب.

وفيما سجل سعر صرف الدولار تراجعاً الى حدود 76500 و77500، قبل ان يعود ويرتفع سارعت الهيئات الاقتصادية الى الاعراب عن ارتياحها الى تعليق الاضراب في ضوء الحوار مع الرئيس ميقاتي… وتوقعت ان تؤدي هذه الخطوة الى تخفيف الاحتقان في الاسواق.

وسط ذلك، اتجهت الانظار الى جلسة مجلس الوزراء الثالثة صباح الاثنين المقبل، التي تنعقد بجدول اعمال من ثمانية بنود، اغلبها مالي، وهي تتعلق بمطالب القطاع العام وأساتذة التعليم الرسمي من ضمن رهان تربوي ورسمي على فك الاضراب التعليمي في المدارس الرسمية منذ شهرين كاملين.

وتم توزيع جدول الأعمال على الوزراء لإبداء الملاحظات قبل توجيه الدعوة الى عقدها، لم يُعرف ما اذا كان سيتم في الجلسة طرح المخارج القانوينة لتمديد ولاية المدير العام للامن العام عباس ابراهيم، التي يُصر المعنيون بالموضوع ومنهم اللواء ابراهيم نفسه على ان تتم وفق آلية قانونية لا لبس فيها.

وفيما بدأ التداول بين عدد من الوزراء حول حضور الجلسة او مقاطعتها، قال وزير السياحة وليد نصار تعليقاً: على ضوء البنود الواردة في جدول الاعمال سأتخذ قراراً بالمشاركة بالجلسة أو بالمقاطعة.

وقال وزير الزّراعة في حكومة تصريف الأعمال عباس الحاج حسن، أنّ "جلسة مجلس الوزراء الّتي ستُعقد الإثنين المقبل، كسابقاتها لتسيير أعمال المواطنين، ومن المبكر الحديث عن إمكانيّة طرح بنود من خارج جدول الأعمال".

لكن رابطة الادارة العامة قررت تمديد الاضراب اسبوعاً اضافياً.

كذلك شكر رئيس الاتحاد العمالي العام في لبنان بشارة الاسمر، في تصريح رئيس الحكومة "على تجاوبه الفوري مع طلب الاتحاد العمالي بأن يشمل تعويض باب الانتاجية كل مسميات القطاع العام من مؤسسات عامة ومصالح مستقلة ومستشفيات حكومية وبلديات واتحاد بلديات وضمان اجتماعي وتلفزيون لبنان والجامعة اللبنانية وكل من يتقاضى معاشاً او راتباً او تعويضاً من المال العام".

يشار، في سياق آخر، الى ان الرئيس ميقاتي استقبل امس بحضور الفريق الوزاري المواكب: وزير الداخلية والبلديات ووزير البيئة اعضاء الفريقين اللبنانيين اللذين كلفا بمهمة تقديم الدعم والمساندة لسوريا وتركيا بعد الزلزال المدمر الذي اصابهما.

وضم الفريقين عناصر من الجيش والدفاع المدني وفوج الاطفاء في بيروت والصليب الاحمر.

ووعد ميقاتي الدفاع المدني بالمضي في موضوع التثبيت، واعطاء هذا الجهاز حقه قدر الامكانات المتوافرة.

رئاسيا، تخوفت مصادر مسيحية من استمرار غياب الحركة الرئاسية، وطرحت اكثر من سؤال حول حقيقة ما يحضر، او الاستكانة الاجبارية نظرا الى صعوبة حصول خرق قريب في الاستحقاق الرئاسي.

لكن اوساطاً مقربة من "الثنائي الشيعي" تعكس صورة مغايرة، فهي تتحدث عن اتصالات مكثفة خلال الاسبوعين المقبلين لانضاج التسوية خلال اسابيع، او اشهر لا تتعدى حزيران المقبل او نهاية الربيع.

وفي المعلومات ان ثمة تسوية تلوح في الافق فحواها انتخاب فرنجية مقابل تسمية السفير والقاضي في المحكمة الجنائية الدولية نواف سلام لرئاسة اول حكومة في العهد الجديد.

قضائياً، غردت النائبة العامة الاستئنافية في جبل لبنان القاضية غادة عون عبر حسابها على "تويتر"، كاتبة "شكرا لمجلس القضاء بجميع أعضائه شكرا لمعالي وزير العدل. اعطيتم الامل لهذا الشعب بانه ورغم كل المحن والصعوبات ما زال هناك قضاة أمناء لقسمهم يؤمنون بمبدأ فصل السلطات وباستقلال السلطة القضائية".

الى ذلك، وبعد ادعاء المحامي العام الاستئنافي في بيروت القاضي رجا حاموش، على حاكم مصرف لبنان رياض سلامة وشقيقه رجا، وماريان الحويك مساعدة سلامة، وكل من يظهره التحقيق "بجرائم اختلاس الأموال العامة والتزوير واستعمال المزور والاثراء غير المشروع وتبييض الاموال، ومخالفة القانون الضريبي"، افادت اوساط معنية ان بدء التحقيق في الملف، ينتظر قرارا من قاضي التحقيق الأول في بيروت شربل أبو سمرا، لتحديد موعد لجلسة استجوابهم واتخاذ المقتضى القانوني.

وعلى صعيد المساعدات، استقبل قائد الجيش العماد جوزاف عون في مكتبه في اليرزة وفداً من مساعدي أعضاء الكونغرس الأميركي من الحزبين الديمقراطي والجمهوري، في حضور السفيرة الأميركية في لبنان دوروثي شيا، وجرى عرض أوضاع المؤسسة العسكرية والتحديات التي تواجهها في ظل الأزمة الراهنة، والاطلاع على سبل استمرار دعمها. وأثنى أعضاء الوفد على "احتراف الجيش وحُسن استخدامه للمساعدات الأميركية بما يعزز جهوزيته العملانية وتماسكه وقدرته على حفظ أمن لبنان واستقراره رغم الظروف الصعبة"، مؤكدين "ضرورة متابعة التعاون معه واستمرار تقديم المساعدات لتجاوز المرحلة الحالية". وأكد العماد عون أن "للدعم الأميركي دوراً أساسياً في تمكين الجيش من مواصلة تنفيذ مهماته، وتخفيف صعوبات الأزمة عن العسكريين".

صحيفة اللواء

يقرأون الآن