رياضة

القميص 9 في النصر.. إرث ذهبي يتحول إلى عبء ثقيل

القميص 9 في النصر.. إرث ذهبي يتحول إلى عبء ثقيل

في تاريخ نادي النصر السعودي، لم يكن الرقم 9 يومًا مجرد رقم على ظهر قميص، بل كان علامة فارقة ارتبطت باسم أحد أعظم نجوم الكرة السعودية، ماجد عبد الله.

كتب ماجد عبد الله بهذا الرقم أمجاد "العالمي"، وسجّل اسمه في تاريخ النصر بأحرف من ذهب. لكن المفارقة أن هذا الرقم، الذي مثّل يومًا مصدر فخر، بات مع مرور الوقت أشبه بلعنة تطارد المهاجمين الذين ارتدوه بعد ماجد باستثناء عبد الرزاق حمد الله.

على مدار قرابة عقدين، كان الرقم 9 هو هوية ماجد عبدالله داخل المستطيل الأخضر، حين قاد النصر إلى الألقاب المحلية والقارية، وتربع على عرش الهدافين.

وبعد اعتزاله عام 1998، أدركت إدارة النادي برئاسة الأمير فيصل بن عبدالرحمن قيمة هذا الرقم، فقررت تعليق القميص احترامًا لتاريخ ماجد.

بعد موسمين من تعليق الرقم، عادت الإدارة لمنحه للمهاجم الشاب علي يزيد، الذي كان من أبرز المواهب حينها.

لكن الرقم بدا وكأنه حمل ثقيل، إذ تراجع مستوى يزيد تدريجيًا، وانتهت مسيرته مع النصر دون أن يحقق ما كان مأمولاً منه، ليرحل في 2006.

في العام نفسه، جاء البرازيلي دينلسون وهو يحمل معه سمعة طيبة، لكنه اكتفى بثلاثة أهداف فقط بقميص النصر، ليمر الرقم 9 مجددًا دون بصمة تليق بتاريخه.

وبعده جاء الشاب عواد العتيبي، لكنه لم يفلح في تغيير الصورة، لتقرر الإدارة إيقاف استخدام الرقم 9 من 2008 وحتى 2015.

أعادت إدارة النصر الرقم 9 إلى الملاعب عام 2015 بمنحه لنايف هزازي.

لكن المهاجم الدولي لم ينجح في استثمار هذه الفرصة، وقضى موسمين دون أن يسجل بصمة تُذكر، ليتواصل إخفاق الرقم.

في 2018، انقلبت القصة مؤقتًا مع المغربي عبدالرزاق حمدالله، الذي ارتدى الرقم 9 واستطاع أن يعيد للأذهان ذكريات ماجد.

وعلّق حمد الله حينها قائلاً: "في ليلة وضحاها، تحولت في النصر من لاعب منبوذ إلى معشوق الجماهير، ربما لأنهم رأوا فيّ شيئًا من ماجد عبدالله. البعض نصحني بعدم ارتداء الرقم 9 لأنه إرث ثقيل، لكني قلت لهم: (أريد هذا الثقيل)".

عقب رحيل حمد الله في أواخر 2021، جاء الكاميروني فينسنت أبو بكر لارتداء الرقم 9.

ورغم بدايته الجيدة وتسجيله عدداً من الأهداف المهمة، لم يتمكن من الحفاظ على استمرارية التألق، ليغادر النصر في كانون الثاني/ يناير 2023 بعد موسم ونصف دون أن يترك أثرًا كبيرًا.

في بداية 2025، منح النصر الرقم 9 للكولومبي أندرسون دوران. وبينما كانت التوقعات كبيرة، رحل اللاعب سريعًا إلى فنربخشة التركي معارًا بعد أقل من ستة أشهر من انضمامه للعالمي.

وكان دوران قد صرح عقب تألقه أمام استقلال طهران في دوري أبطال آسيا: "أعلم قصة الرقم 9 في نادي النصر.. لهذا أعمل على تقديم الأفضل وتسجيل الأهداف"، لكن القدر لم يمنحه الوقت لإثبات ذلك.

اليوم، وبعد أكثر من عقدين على اعتزال ماجد عبد الله، لا يزال الرقم 9 في النصر يثير الجدل. إرث ثقيل حمله كثيرون، لكن قلة قليلة نجحت في تحمله.

يقرأون الآن