تحول اسم الباحث المصري محمود صلاح إلى أحد نجوم الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، في الآونة الأخيرة، بسبب آرائه التي اعتاد أن يطلقها مؤخراً، سواء عبر حساباته الرسمية أو البرامج التلفزيوينة.
ورغم طابعها الصادم ووصفها من جانب مراقبين بـ"الجنونية"، إلا أن تلك الآراء التي يدلي بها باعتبارها "حقائق خفية"، و"أسراراً محجوبة" تحقق مشاهدات مليوينة، وأصبحت حديث الشارع، كما تصدرت اهتمامات الرأي العام في أكثر من مرة، في ظل تنامي عدد متابعي الباحث إلى مئات الآلاف.
يؤكد صلاح بيقين حاسم، وبنبرة قاطعة، أن كوكب الأرض يحكمه، حالياً، غزاة فضائيون، وفق معاهدة سرية مع الولايات المتحدة، كما أن كثيرين من قادة الدول الكبرى ومشاهير العالم، مثل: جون بايدن، وإيلون ماسك، ما هم إلا"روبوتات".
ويذهب إلى حد إنكار الهبوط على سطح القمر، مؤكداً أن هناك وثائق سرية يحتفظ بها الكونغرس الأمريكي تؤكد أن الأرض مسطحة وليست كروية، وأن هناك جداراً من الجليد في نهاية الأرض يخفي وراءه الأمريكيون عالما آخر يكاد يكون موازياً لعالمنا الحالي.
وينشط محمود صلاح بقوة عبر منصتي "يوتيوب" و"تيك توك"، فضلاً عن المقاطع القصيرة المصورة عبر "فيسبوك"، وكذلك من لقاءاته المنتظمة مع الإعلامي أحمد يحيى عبر برنامج "القاهرة اليوم"، كما اعتاد القيام بتشويق متابعيه عبر عناوين جذابة على غرار "حقائق صادمة"، "قنبلة المفاجآت"، "أسرار ستغير نظرتك للعالم إلى الأبد".
واعتاد المحيطون به والمتعاملون معه على تقديمه بصفة "دكتور" التي تسبق اسمه دائماً، كما يقدم هو نفسه على أنه "حاصل على الدكتوراة في علوم الما ورائيات" و"خبير في علوم الميتافيزيقا"، ما منحه هالة من الغموض، ممتزجة بنوع من "الشرعية العلمية"، في نظر متابعيه.
ويتبنى الرجل خطاباً تشاؤمياً طوال الوقت، خلاصته أن نهاية العالم لم تعد قريبة فحسب، بل إنها بدأت بالفعل، وعلى الجميع الاستعداد لمفارقة أحباءه قريباً، وحين سُئل ذات مرة: "أليس هناك شيء إيجابي واحد يمكن أن تبشر به" أجاب: "نحن ما زلنا على قيد الحياة، حتى هذه اللحظة".
ومنتقدو محمود صلاح يؤكدون أنه لا توجد مؤسسة علمية أو جهة بحثية موثوقة يمكن أن يزعم انتسابه إليها، لافتين إلى أن كثيراً مما يسوقه من آراء و"نبوءات" ليس بالجديد، وإنما إعادة تدوير لـ"نظرية المؤامرة"، ولكن في ثوب عصري جديد، وعلى نحو يستفيد من انفجار منصات التواصل الاجتماعي.
ويؤكد هؤلاء أن الرجل يمتلك "خيالاً روائياً خصباً"، وأنه مؤلف مبدع ضل طريقه إلى البحث العلمي والإعلام، مستشهدين بحقيقة أنه بدأ رحلته مع الأضواء من خلال برنامج إذاعي قدّمه عبر راديو "الشرق الأوسط"، التابع للإذاعة المصرية الرسمية، يحمل عنوان "جمّد قلبك" ويروي فيه سرديات قصصية تمزج بين الرعب والخيال العلمي.
في المقابل، هناك من يدافع عنه بحرارة، مؤكدين أنه يجب الإنصات إليه بجدية، والاحترام، وعدم المصادرة، مسبقاً، إزاء آرائه، لا سيما أنه لا يُلقي بها جزافاً بل يدعمها بأدلة وقرائن عديدة، على حد تعبير مؤيديه والمتحمسين له.